هل يمكن قول دعاء الوضوء في الحمام؟
قرأت على أحد المواقع الدينية أن هناك دعاءً يُقال بعد الانتهاء من الوضوء، ولكني استغربت كثيراً، فكيف لي أن أقول الدعاء وأنا في العادة أتوضأ في الحمام؟ فهل يمكن قول دعاء الوضوء في الحمام؟
الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بورك -أخي السائل- سؤالك وحرصك على تتبع أكمل الأحوال والآداب في الأخذ بالسنن والأذكار والعمل بها، وأوضّح الإجابة على سؤالك فيما يأتي:
قد ورد حديث دعاء الانتهاء من الوضوء عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء). أخرجه الترمذي وله شواهد في صحيح مسلم.
يقال دعاء الوضوء بعد الانتهاء من الوضوء، فإذا خرج المتوضئ من الحمام قرأه ودعاه، أو إذا كان هناك مكاناً للوضوء فقط لا للخلاء ولا فيه انكشاف للعورات، أما في الخلاء وفي الأماكن غير الطاهرة فيكره الذكر؛ تأدُّباً مع ألفاظ الجلالة، ومع الملائكة الحفظة الكاتبين، ولا حرج من إجراء الدعاء على القلب دون اللسان.
يقول الإمام النووي -رحمه الله- في هذا الخصوص: "يُكره الذكر والكلام حال قضاء الحاجة، إذا عطس لا يحمد الله -تعالى-، ولا يشمِّت عاطساً، ولا يردّ السلام، ولا يجيب المؤذّن، والكلام بهذا كلّه مكروه كراهة تنزيه، ولا يَحرم، فإن عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّه -تعالى- بقلبه وإن لم يحرّك لسانه فلا بأس، وكذلك يفعل حال الجِّماع".
ثبت عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: (مرّ رجل بالنبيّ -صلى الله عليه وسلم- وهو يبولُ فسلَّمَ عليه فلم يَرُدَّ عليهِ). رواه مسلم