وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكم الله، إنَّ التسمية عند الأغتسال من الآداب المُستحبَّة عند جمهور الفقهاءِ من الحنفيَّة، والمالكيَّة، والشَّافعيَّة، ويجوز لك التسميَّة قبل دخول الحمام، أمّا التسميّة داخل حدود الحمام ففيها تفصيل كما يأتي:
ذكر العلماء أنّ التسمية عند الاغتسال ليست واجبة؛ فلا يُؤتى بها، ولا بأيّ ذكر داخل الحمام الذي تُقضى فيه الحاجة؛ تنزيهاً لذكر الله -تعالى، فيمكن أن تُسمِّي قبل الدخول إلى الحمام خارج حدوده.
والدليل على هذا ما رواه المهاجر بن قنفذ -رضي الله عنه-: (أنَّهُ أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ يبولُ فسلَّمَ عليهِ فلم يردَّ عليهِ حتَّى تَوضَّأ ثمَّ اعتذرَ إليهِ فقالَ إنِّي كَرِهْتُ أن أذكرَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ إلَّا علَى طُهْرٍ أو قالَ علَى طَهارةٍ)، حديث صحيح أورده الألباني.
ويدل الحديث على حرص النبي- صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- على تنزيه ذكر الله --تعالى- عن أي هيئة غير حسنة؛ كعدم الطهارة، وقياساً عليها ذكر الله في مكان لا يليق كالحمام، فإذا كان النبي -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- امتنع عن ردِّ السلام وهو واجب، فمن باب أولى أن نمتنع عن التَّلفُّظ بالبسملة وهي غير واجبة.
إذا كان مكان الاغتسال معزولاً عن مكان قضاء الحاجة حتى ولو ملتصق به؛ فلا مانع من التّسميّة سواء باللسان أو بالقلب، والتلفُّظ في هذه الحالة أفضل لأنَّه ليس مكاناً نجساً، وكنت أتمنى لو يُراعي أهل التصميم والبناء هذه المسألة فيفصلون مكان الإغتسال والوضوء عن مكان قضاء الحاجة.
إذا أراد المسلم أن يأتي بالبسملة داخل حدود الحمام؛ فيأتي بها دون التلفُّظ ودون تحريك اللسان، ويكتفي بالتسميّة بالقلب، والأفضل عدم التلفظ.