ورد في سورة الصف على لسان عيسى -عليه السلام- قوله: (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)، فلماذا سُمي النبي محمد بأحمد في هذه الآية؟
حيّاك الله أخي السائل، ونسعد بالإجابة عن استفساراتكم، سمي النبي -صلى الله عليه وسلم- بأسماءٍ عدة، وهذا ما ثبت عنه لما رواه جبير بن مطعم -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ لي أسماءً: أنا محمدُ، وأنا أحمدُ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفرَ، وأنا الحاشرُ الذي يُحشَرُ الناسُ على قَدَمي، وأنا العاقبُ). "متفق عليه"
وأحمد ومحمد هي أسماء مشتقة من نفس الصفة، وهي الحمد، وأحمد هو علم منقول من صفة أفضل التفضيل، فهو -عليه السلام- أحمد الحامدين لربه -عز وجل-، وقال الإمام السهلي: إنه لم يكن محمدًا حتى كان أحمد، حمد ربه فنبأه وشرفه؛ فلذلك تقدم اسم أحمد على محمد، لأن حمده لربه كان قبل حمد الناس له، فلما بُعث كان محمدًا بالفعل.