لأنه كان بحرا يفيض عطاؤه ، ولا يغيض سخاؤه (يقل كرمه) ، لا يظما وارده ، ولا يمنع سائله ، وكان لا ينتظر السائل حتى يأتيه فحين يشتد القحط ويعز القرى (إكرام الضيف ) في كلب الشتاء وتعصف الريح الباردة بأطناب الخيام ويزيد البرد من شعور الإنسان بالطوى حتى كرب يقضى عليه ، يدرك حاتم ما يقاسيه الناس فيرسل إليهم - دون أن يسألوه - ما يدفع عنهم عادية الجوع ويأمر غلامه أن يوقد نارا في بقاع من الأرض عسى السائر ليلا أن يهتدي إليها :
أوقد فإن الليل ليل قر
والريح يا موقد ريح صر
عسى يرى نارك من يمر
إن جلبت ضيفا فأنت حر