أدب المصافحة:
نذكر ما رواه أنس رضي الله عنه أنه قال «مَا رَأَيْتُ رَجُلًا الْتَقَمَ أُذُنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُنَحِّي رَأْسَهُ، حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يُنَحِّي رَأَسَهُ، وَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَخَذَ بِيَدِهِ فَتَرَكَ يَدَهُ، حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَدَعُ يَدَهُ»
الاستئذان عند الدخول:
كان النبي عليه الصلاة والسلام يستأذن قبل الدخول على مجلس ما، فإن لم يؤذن له فيرجع، وذلك عن حديث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَى بَابَ قَوْمٍ لَمْ يَسْتَقْبِلِ الْبَابَ مِنْ تِلْقَاءِ وَجْهِهِ، وَلَكِنْ مِنْ رُكْنِهِ الْأَيْمَنِ أَوِ الْأَيْسَرِ، وَيَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ» (رواه أبو داود)، وفي رواية: «فَإِنْ أُذِنَ لَهُ وَإِلَّا انْصَرَفَ»
لا يقيم أحد من مجلسه:
يقول النبي ﷺ: لا يقيمن أحدكم الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا، وقد علمهم النبي عليه الصلاة والسلام عدم المزاحمة. إنما إذا قام الشخص يعود إلى مجلسه كما كان، فهو أحق في مجلسه إذا رجع.
الابتعاد التام عن التكبر في المجلس وخارجه:
النبي عليه الصلاة والسلام لم يعرف التكبر في حياته، وصح عنه القول: {يحشر المتكبرون يوم القيامة، في صورة الذر يطؤهم الناس بأقدامهم}، والله عز وجل قرن بين صفات المتكبرين والطغاة الذين يدخلون النار، قال تعالى: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف:12]
كان النبي متواضعًا لا يحب أن يناديه أحد سيدنا:
ونذكر هذه القصة المؤكدة لكلامنا، دخل على النبي عليه الصلاة والسلام رجل فقال: يا سيدَنا وابنَ سيدِنا، ويا خيرَنا وابنَ خيرِنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا أيها الناس عليكم بتقواكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بنُ عبدِ الله، عبدُ الله ورسولُه، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل)).