شرح دعاء سيد الاستغفار
قد اشتمل هذا الحديث من المعارف الجليلة ما استحق لأجلها أن يكون سيّد الاستغفار، فإنه صدره باعتراف العبد بربوبية الله، ثم ثناه بتوحيد الإلهية بقوله: (( لا إله إلا أنت )) ثم ذكر اعترافه بأن الله هو الذي خلقه وأوجده ولم يكن شيئا، فهو حقيق بأن يتولى تمام الإحسان إليه بمغفرة ذنوبه، كما ابتدأ الإحسان إليه بخلقه.
ثم قال: «وأنا عبدك» اعترف له بالعبودية.
والمتأمل في هذا الدعاء يجد أن هذا الدعاء قد اشتمل على التوبة والتذلل والإنابة لله سبحانه وتعالى.
-اللهم أنت ربي: إقرار لله عزوجل بتوحيد الربوبية.
– لا إله إلا أنت: إقرار بتوحيد الألوهية.
– خلقتني وأنا عبدك: إقرار من العبد بالعبودية والتذلل والخضوع لله عزوجل .
– وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت: إقرار من العبد بالتزام الطريق المستقيم ومنهج رب العالمين
قدر استطاعته واستفراغ الجهد في ذلك.
– أعوذ بك من شر ما صنعت: لجوء العبد وتحصنه باللّه من جميع الشرور والآثام والمعاصي التي ارتكبها.
-أبوء لك بنعمتك علي: إقرار العبد واعترافه بنعم الله عليه وتفضله وتكرمه على عبده بشتى أنواع النعم التي لا تعد ولا تحصى.
– وأبوء بذنبي: اعتراف وإقرار العبد بالذنب سواءً كان هذا الذنب ذنبا معينا أو الذنوب بصفة عامة.
– فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت: طلب المغفرة من الله عزوجل والتذلل بين يديه.
وبالنظر إلى دعاء سيد الاستغفار نجد أن معانيه تؤهله إلى أن يكون سيد الاستغفار، فمن منا لا يحتاج إلى هذا الدعاء خاصة وأن من رشح هذا الدعاء للمسلمين هو الرسول صلى الله عليه وسلم.