والدكتور مصطفى محمود يفرق بين الروح والنفس، حيث يقول: “الروح جوهر شريف من أمر الله، وتنسب إلى الله عزّ وجلّ، والروح فى القرآن جاءت بمعاني كثيرة، مثل الروح القدس وهو جبريل. وبمعنى آخر، تعني كلمة الله، في قوله تعالى: {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ}، {وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ}.
أما النفس، فهي ذات الإنسان، وهى التي تكلّف وتعذّب وتنعم {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِك}، {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ}، {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم}. فالنفس تنسب إلى صاحبها، وهو الإنسان، أما الروح، فتنسب إلى الله عزّ وجلّ. والنفس هي التي تحاسب وتعاقب وليس الروح”.
في معرض تعريفه للنفس والرّوح والفرق بينهما، كذلك معنى النفس الأمّارة بالسّوء، يقول العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض):
“النفس إشارة إلى ذات الإنسان؛ من عقل وإحساس ومشاعر، والروح إشارة إلى ما يعطي الحياة للإنسان، وبدونها يكون ميتاً، وهي من أمر الله تعالى لا ندرك حقيقتها.
النفس هي الذات الإنسانيّة التي تحيا وتموت، والرّوح هي الطاقة الخفية التي تبعث الحياة في الإنسان، والموت يعرض على النفس {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الموْتِ} ولا يعرض على الروح.
أما تعبير النفس الأمّارة بالسوء، فالمراد الجهة الغريزية في الإنسان التي تجرّه إلى المعصية والسوء من خلال غلبة الشهوة على العقل”. [استفتاءات عقيديّة].
وفي العقيدة المسيحيّة: النفس هي التي تعطي الحياة للجسد.. والروح هي التي تعطي حياةً للإنسان مع الله. لذلك، فللحيوانات أنفس، وليست أرواحاً كالبشر. أرواحنا خالدة، والحيوانات ليست لها أرواح خالدة.
النفس مصدر الحياة الجسدية للإنسان. وإن نفس الإنسان في دمه، إذا سفك دمه مات ..كما أنّ النفس تعنى الإنسان كلّه: وهكذا في خلق الإنسان، قيل “إنّ الله نفخ في آدم نسمة حياة، فصار آدم نفسًا حيّة” (تك 2: 7). إذاً، كلمة نفس تعنى الإنسان كلّه.[كتاب “من هو الإنسان”، البابا شنوده الثالث].