جلست في حوار مع صديقاتي نتدبّر في مخلوقات الله تعالى، وكنّا نتساءل عن الجنّ والحكمة من عدم رؤيته، وسألتْ إحداهنّ عن حكم من ينكر وجود الجن في الإسلام، ونحتاج إلى مساعدتكم في الإجابة، مع الشكر الجزيل.
أهلاً بك، لقد توسع أهل العلم في الحكم على من أنكر وجود الجنّ، فقالوا بأنّه كافر خارج عن ملة الإسلام إن كان مكلفاً، وليس جاهلاً بحقيقة هذا الأمر، ولذلك لما يأتي:
فقد أخبرنا الله -تعالى- في كتابه عن خلق الجنّ، وعن الحكمة من وجودهم، وعن أصنافهم بين مؤمن وكافر، وعن قصة إبليس واستكباره، وعن رغبتهم في إغواء بني آدم وتزيين الشهوات لهم، وقد نزلت سورة كاملة سمّاها الله بسورة الجنّ، وكل ذلك يثبت وجود هذه المخلوقات، ومن يردّ كلام الله -تعالى- وآياته جاحداً بها؛ فقد كفر.
إذ دلت نصوص السنة الثابتة على عدد من الأمور التي تتعلق بالجنّ، مثل أماكن تواجدهم، طعامهم، تكاثرهم، استماع فريق منهم للحق، وإعراض فريق آخر عنه، ورؤية بعض الحيوانات لهم.
كما أثبتت النصوص قدرتهم على التشكل ورؤية الصحابة لهم، ومن ينكر أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الثابتة فقد ضلّ ضلالاً كبيراً؛ بتركه طاعة النبي -عليه السلام- واتباعه.