هل ذكر منكر ونكير في القرآن؟
الاجابة:
حياك الله السائل الكريم، لم يذكر اسم منكر ونكير صراحةً في القرآن الكريم، وإنما ورد ذكرهما في السنة النبوية؛ بدليل ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(إذا قبرَ الميِّتُ أو قالَ أحدُكم؛ أتاهُ ملَكانِ أسودانِ أزرَقانِ، يقالُ لأحدِهما المنْكَرُ والآخرِ النَّكيرُ، فيقولانِ ما كنتَ تقولُ في هذا الرَّجلِ، فيقولُ ما كانَ يقولُ هوَ عبدُ اللَّهِ ورسولُهُ أشْهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُه، فيقولانِ قد كنَّا نعلمُ أنَّكَ تقولُ هذا ثمَّ يفسحُ لَهُ في قبرِهِ سبعونَ ذراعًا في سبعينَ ثمَّ ينوَّرُ لَهُ فيهِ)، "أخرجه الترمذي، حسن"
وفي هذا الحديث الشريف وصف للملَكين اللذان يأتيان إلى العبد عند موته، ليمتحنا العبد في قبره. ويشار إلى أن أوصاف منكر ونكير مبينة فهما أسودان ويملكان عيوناً زرقاء، وذُكرت أسمائهم صراحةً وهي مُنكر ونكير، ثمّ يسألاه عن ربه، والدين الذي اتبعه، وعن الرسول الذي آمن به، [١] وقد ذُكر أنهم سُميا بهذا الاسم؛ لنكارة العبد المسؤول لهما، وعدم معرفته بهما، وعدم رؤيته السابق لشكليهما. [٢]
ومن الأدلة الواردة على وجود منكر ونكير في القرآن الكريم ولكن بلفظ غير صريح، قوله -تعالى-: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) ،"غافر: 46" أي إنَّ أرواحهم تُعرَض على النَّار صباحاً ومساءً إلى قيام الساعة، فإذا اجتمعت أرواحهم، وأجسادهم فمصيرهم النار، وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة والجماعة على عذاب القبر.
ويجدر التنبيه إلى أنّه ليس المهم عند الإيمان بأمرٍ مُعين ،أو الإيمان بعمل أحد من الملائكة أن يتم ذِكر الاسم صريحاً في القرآن الكريم أو في السنة النبوية، فقد يرد المضمون في القرآن، والاسم الصريح يُذكر في السنة النبوية، والسنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع، قال -صلى الله عليه وسلم-: (تركتُ فيكم أمرينِ؛ لن تَضلُّوا ما إن تمسَّكتُم بهما: كتابَ اللَّهِ وسُنَّتي، ولن يتفَرَّقا حتَّى يرِدا عليَّ الحوضَ). "أخرجه الترمذي، حسن"