حياكم الله أخي الكريم، ونسأل الله أن يتقبل منكم طهوركم وصلاتكم، ومسألة التلفظ بالبسملة (التسمية) في أول الوضوء اختلف الفقهاء في حكمها على قولين:
جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية
قالوا إن التسمية سنة يثاب عليها، ولكن الوضوء يصح بدونها؛ واستدلوا على ذلك بأن الله -تعالى- ذكر أركان الوضوء في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) [المائدة: 6]، ولم يذكر التسمية مع أركان الوضوء.
ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما علّم الأعرابي المسيء صلاته صفة الصلاة - والحديث له قصة طويلة - فقال له: (توضَّأْ كما أمَرَكَ اللهُ) أخرجه الإمام أبو داود عن رفاعة بن رافع -رضي الله عنه-، والحديث صحيح، ومعنى الحديث أنه أمره بالوضوء كما أمرنا الله -تعالى- في آية الوضوء، وقد ثبتت التسمية في بعض الأحاديث فتكون سنة يثاب عليها المسلم.
فقهاء الحنابلة
قالوا إن التسمية واجبة لا يصح الوضوء دونها؛ واستدلوا بحديث: (لا وُضوءَ لمَن لم يَذكُرِ اسمَ اللهِ تَعالى عليه)، أخرجه الإمام أبو داود عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، والحديث صحيح، فدل الحديث على نفي صحة الوضوء لمن ترك التسمية.
فمسألة التلفظ بالبسملة (التسمية) في الوضوء مختلف في حكمها بين الفقهاء، والأفضل أن تأتي بها؛ طلباً لثواب التسمية، وخروجاً من خلاف من أوجبها. وإذا كنت نسيت التسمية أو لم تعلم بحكمها أصلاً فوضوؤك صحيح إن شاء الله على مذهب من لم يوجبه وهم جمهور الفقهاء.
وأقل التسمية (باسم الله)، وأكملها (باسم الله الرحمن الرحيم)، وتكون أول الوضوء قبل غسل اليدين إلى الرسغين، وإذا نسيت التسمية أول الوضوء وتذكرته في أثنائه أتيت بها وقلت: (باسم الله أوله وآخره).