تصلني على الهاتف رسائل عديدة عن فضل سورة كذا للرزق، أو قراءة سورة كذا لقضاء الحج، وكنت أبحث مباشرة عن حكم ذلك وأجد الجواب، لكن آخر ما وصلني من الرسائل كان عن فضل سورة آل عمران للسحر، فما صحة ذلك، هل هناك فوائد لسورة آل عمران للسحر؟
حياك الله، وزادك حرصاً وتثبُّتاً وعلماً، إنّ القرآن كلّه خير وبركة وشفاء -بإذن الله-، واعلم أنّ سورة آل عمران لم يرد في فضلها دليلٌ خاصٌ لإزالة السحر، إلا أنّها تدخل في عموم فضل القرآن الكريم بجواز الاستشفاء والرقية بها، لقول الله -سبحانه-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ). [الإسراء:82]
وبناءً على ذلك فلا حرج من الرقية بها مع غيرها من السور، وقد استنبط منها العلماء عدة آيات ووضعوها مع آيات الرقية الشرعية؛ وهي الآيات (1-6)، والآية (18)، والآيتان (26-27)، والآيتان (73-74)، والآية (83)، والآية (120)، والآيات (190-194).
أما السورة التي ثبت في فضلها الأحاديث بطرد السحر والشياطين فهي سورة البقرة، ويُنصح دائماً بالرّقية بها، ومن الأحاديث التي جاءت في فضلها في الرقية قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ)، [أخرجه مسلم] والبطلة أي السّحرة.