أسأل الله أن يشفيك ويعافيك، فالواجب عليك استخدام الماء أولاً في مواضع الوضوء وغسل ما أمكنك غسله من جسدك فقط، ثم تتيمّمي عن باقي المواضع التي لا يمكنك غسلها بالماء، وذلك بحسب قول العلماء.
وعليك أن تنوي الغسل ثم تغسلي يديك وما أمكنك من أعضاء الوضوء، ولا تقتصري على موضع الوضوء فقط إن أمكنك غسل أكثر منه، فمثلا لا تقتصري على غسل اليد إلى المرفق إذا أمكنك الزيادة على ذلك، بل تغسلين إلى الموضع الذي لا يُصيبك منه ضرر بغسله، وكذلك القدمين إن أمكنك الغسل إلى الركبة فلا تقتصري على الكعبين.
وكذلك الرأس فالواجب غسله وليس مسحه، فإذا أمكنك غسل الرأس دون ضرر يُصيبك فعليك غسله وليس مجرد مسحه، ثم بعد غسلك ما أمكن من جسدك، تستطيعي أن تتيمّمي التيمم المعروف بالتراب بمسح الوجه والكفين، وهذا التيمم يُجْزِئُكِ عن المواضع التي لم يمكنك غسلها أو مسحها بالماء، وذلك لأنّ الميسور لا يسقط بالمعسور.
والواجب في الأصل هو الغسل والسيلان على العضو، فإذا تعذر ذلك على بعض الأعضاء لمرضٍ ونحوه فإنّ واجب هذه الأعضاء هو التيمّم، لقوله تعالى: (أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ)، "النساء:43" وهذه الآية تشمل الحدث الأكبر والحدث الأصغر على الصحيح.
أمّا الأعضاء التي أمكنك غسلها فيجب عليك غسلها بما فيها الرأس، حيث جاء في الحديث عن جابر -رضي الله عنه- في قصة الرجل الذي شُجّ رأسه فاغتسل فمات أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال فيه: (إنَّما كان يَكفيه أنْ يَتيَمَّمَ ويَعصِرَ أو يَعصِبَ -شَكَّ موسى- على جُرحِه خِرقةً، ثم يَمسَحَ عليها ويَغسِلَ سائِرَ جَسَدِه). "أخرجه أبو داوود، وسكت عنه، وكل ما سكت عنه فهو صالح"