سألتني زوجتي عن طريقة ونية الاعتكاف في البيت، وأنا لا أعلم إن كان الاعتكاف في البيت صحيحاً؟ وأرغب بالاستفسار عن حكم الاعتكاف عموماً، وهل يجوز الاعتكاف في البيت؟
حياك الله، لقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن اعتكاف الرجل والمرأة لا يصح إلا في المسجد؛ مستدلين بعموم قوله -تعالى-: (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)، [البقرة: 187] إضافة إلى أن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- كنّ يستأذنّ للاعتكاف في المسجد؛ فيأذن لهنّ -صلى الله عليه وسلم-، ولو جاز اعتكافهنّ في البيت لأخبرهنّ النبي بذلك.
وذهب بعض أهل العلم إلى جواز اعتكاف المرأة في بيتها؛ تحديداً في الموضع الذي اتخذته للصلاة لكونه مسجداً من حيث المعنى، ولكنّ جمهور الفقهاء اعترضوا على ذلك؛ جاء في الموسوعة الفقهية:
"فَلا اعْتِكَافَ إلا فِي مَسْجِدٍ تُقَامُ فِيهِ الصَّلاةُ، وَلأَنَّ مَسْجِدَ الْبَيْتِ لَيْسَ بِمَسْجِدٍ حَقِيقَةً وَلا حُكْمًا، فَيَجُوزُ تَبْدِيلُهُ، وَنَوْمُ الْجُنُبِ فِيهِ، وَكَذَلِكَ لَوْ جَازَ لَفَعَلَتْهُ أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِينَ -رضي الله عنهن- وَلَوْ مَرَّةً تَبْيِينًا لِلْجَوَازِ".