الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعده، أمَّا بعد، الطَّهارة لا تعتبر شرطًا لصحَّة الصِّيام، سواء كانت طهارة من الحدث الأصغر، أو الحدث الأكبر، وبالتَّالي فإن الجنابة لا تؤثر على صحَّة الصِّيام، وصوم الجنب صحيح، سواء نسي الغسل، أو تركه متعمدًا.
وقد ثبت عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- أنَّه كان يصبح جنبًا ثم يصوم، فعن أمِّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يُدْرِكُهُ الفَجْرُ وهو جُنُبٌ مِن أهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، ويَصُومُ). "متفق عليه"
ولكنَّ الطَّهارة تعتبر شرطًا لصحَّة الصَّلاة، ولا تُقبل الصَّلاة إلا بها، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: (لا تُقْبَلُ صَلاةٌ بغيرِ طُهُورٍ). "أخرجه مسلم"
وعليه فإن الطهارة ليست شرطاً للصيام ولكن على العبد الحرص على التطهر والانتباه من عدم تفويته للصلوات بسبب تأخير الغسل، ولأداء باقي العبادات خلال فترة صيامه، من صلاة النفل وقراءة للقرآن الكريم.