حيّاك الله أخي السائل، ووفقك الله لكل خير، السبب في الطواف حول الكعبة من جهة اليسار هو اتباع ما أمرنا به الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أمور الحج والعمرة؛ بقوله: (يا أَيُّها الناسُ خُذُوا عَنِّي مناسكَكم)، "أخرجه مسلم" ولم يرد ما يَنص على الحِكمة من جعل الطواف في الكعبة يبتدأ من جهة اليسار.
ولكنّ اجتهد العلماء في استنباط الحكمة من ذلك، فذكر بعضهم:
أنَّ العبد لو طاف وكان قد جعل الكعبة على يمينه، وكان قد بدأ من الحجر الأسود فإنَّه سيجعل باب الكعبة خلفه؛ وبذلك لا يصل إليه إلا في نهاية الشوط، وفي هذا إعراض عن وجه البيت الذي هو بابه، والإعراض في مثل هذا الموقف لا يصح ولا يليق.
بما أنّ قلب الإنسان يقع مكانه على الجهة اليسرى في الجسم؛ جُعل الطواف من اليسار الذي هو محل القلب إلى جهة البيت، وبذلك يكون أقرب موافقة لقوله -تعالى-: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ). "إبراهيم: 37"