حياك الله أختي الكريمة، استعيني بالله -تعالى- واحرصي على اللجوء إليه دائما وأبدا، واعلمي أنه لا تجب الطاعة في المعصية من أي شخص كان، أما ولاية الزوج وقوامته على أهل بيته فلا تسقط بحال إلا بأمور ضيقة جدا يقدرها القاضي.
والقوامة والولاية لا علاقة لها بالظلم؛ أي ليست طريقا للظلم، ومن يستغلها فإنه ظالم ولا يعد ممارسا لقوامته، وإن كان الظلم مما لا يطاق أو تريدين رفعه عنك فإن الشريعة الإسلامية والقضاء يجيز للزوجة الترافع لرفع الظلم ودفعه بما يراه القاضي بعد سماع البينات والشهود، إذ القوامة لحفظ البيت لا لظلم أهل البيت.
واستعيني على إصلاح زوجك بالدعاء، وعليك بالدعاء قبل الفجر في القيام، فإنها من أعظم الإصلاحات وأرجى أوقات إجابة الدعاء؛ لأن في صلاحه خيراً عظيماً، وقُومي بما عليك من الواجبات ما استطعت؛ فإننا نطيع الله -تعالى- بمن عصى الله فينا.
وهذا لا يعني الرضى بالظلم بل يجب دفعه حسب الإمكان مع مراعاة الحكمة ومآلات الأمور وتقديم الأولويات وحساب الضرر والنفع في ذلك كله، وأنت من أهل الحكمة في تقدير الأمور، ولعله يوجد من يؤثر عليه وينصحه.
وإن الحكم بين الزوجين أو أي طرفين لا بد في من السماع من الطرفين، وكذلك الزوجين من باب أولى، وهذا من تمام العدل، لذا لا يُحكم على الزوج أنه ظالم أو الزوجة أنها مقصرة إلا بالسماع من الطرفين وفقكم الله -تعالى- للصواب.