أهلاً بك السائل الكريم، اتفق أصحاب المذاهب الأربعة: من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، وأجمع علماء المسلمين على ندب واستحباب زيارة القبور للرجال، وثبت وعن بريدة بن الحصيب الأسلمي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (نَهَيْتُكُمْ عن زِيارَةِ القُبُورِ، فَزُورُوها) "أخرجه مسلم"، وبيّن -عليه الصلاة والسلام- الآداب التي يجب أن يقوم بها الزائر عند زيارته للقبور؛ كالسلام على الموتى والدعاء لهم.
وقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: (زَارَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَن حَوْلَهُ، فَقالَ: اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي في أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ في أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا، فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا القُبُورَ؛ فإنَّهَا تُذَكِّرُ المَوْتَ) "أخرجه مسلم"، بالإضافة إلى أنه قد ورد أيضاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يزور أهل البقيع، فهذه الأحاديث تؤكد على استحباب الزيارة للرجال؛ لما فيه من تذكير بالآخرة.