قرأت قصة اتهام الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر من قبل كفار قريش عندما دعاهم للإسلام، فلما اختلط عليهم الأمر؟ وما الذي فتهم في تمييز الفرق بين الرسول والشاعر؟
أهلاً بك، لم يختلط الأمر على قريش ولم يفتهم شيء في التمييز بين الرسول والشاعر؛ بل كان الحق واضحاً جلياً لهم بأن الرسول ليس بشاعر ولا يعرف الشعر، وأنَّ القرآن ليس بشعر، وإنما وُصف القرآن بالشعر والرسول بالشاعر هي مجرد تهمة ألقاها الكفار؛ للتشويش على دعوة رسول الله ومحاولة لصد الناس عنه.
ولكن لمَّا كان الشعر من أعلى كلام العرب، وكان الرجل ينبغ فيهم ويعلو قدره بقوة شعره، وقريحته في نظمه، زعموا أنَّ القرآن الذي عجزوا عن معارضته شعراً؛ ليدفعوا عن نفسهم ما ظهر من عجزهم من معارضته؛ وليكذبوا أنَّه من كلام رب العالمين.
وقد اشتهر في السيرة قصصاً كثيرة لكفار قريش فيها إقرار منهم أنَّ القرآن ليس بشعر، وأنَّ الرسول ليس بشاعر؛ من ذلك قول الوليد بن المغيرة لما سألوه عن رأيه في القرآن فقال:
"فوالله ما منكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه مني، ولا بقصيده، ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا، ووالله إن لقوله لحلاوة، وإنه ليحطم ما تحته، وإنه ليعلو ولا يعلى".