حيّاكم الله، إنّ حكم استعمال آنية الذهب والفضة في الأكل والشرب؛ حرام عند جمهور الفقهاء؛ وذلك لورود النهي صراحة في الأدلة الآتية:
عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: (سَمِعْتُ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقولُ: لا تَلْبَسُوا الحَرِيرَ ولَا الدِّيبَاجَ، ولَا تَشْرَبُوا في آنِيَةِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، ولَا تَأْكُلُوا في صِحَافِهَا؛ فإنَّهَا لهمْ في الدُّنْيَا، ولَنَا في الآخِرَةِ). "أخرجه البخاري"
عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الَّذِي يَشْرَبُ في آنِيَةِ الفِضَّةِ، إنَّما يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نارَ جَهَنَّمَ). "أخرجه البخاري"
عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: (ونَهَانَا عن خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ، وعَنِ الشُّرْبِ في الفِضَّةِ، أوْ قَالَ: آنِيَةِ الفِضَّةِ). "أخرجه البخاري"
وذهب الفقهاء إلى إباحة استعمال آنية الذهب والفضة في غير الأكل والشرب؛ وذلك لأنّ النص قد قيّد النهي والتحريم بالأكل والشرب فقط.
أمّا عن حكم استعمال الآنية المطلية بالذهب والفضة، فسأنقل لك أقوال الفقهاء في هذه المسألة:
ذهب الحنفية والمالكية إلى جواز استعمال الآنية المموهة أو المطلية بالذهب والفضة.
ذهب الشافعية إلى جواز استعمال الآنية المطلية بالذهب؛ بشرط أن يكون هذا التمويه بالذهب يسيراً.
ذهب الحنابلة إلى تحريم استعمال الآنية المموهة بالذهب والفضة، وذلك لأنّها عندهم كالآنية المصنوعة من الذهب والفضة الخالصين.
ولعل ما تميل إليه النفس هو جواز استعمال الآنية المطلية بالذهب والفضة، والله أعلم.