شاهدت في لقاء على إحدى الفضائيات حواراً مع رجل متدين عن شيء اسمه الشخر، ولم أعرف المقصود به، هل يمكنكم مساعدتي في بيان ما هو الشخر؟ وهل الشخر حرام؟
الإجابة
أهلاً بك، يعرف الشخر باللغة على أنه: "صوت الإنسان يردده في الحلق دون كلام، وصوت النائم يردد الصوت في الحلق"؛ فهو مجرد صوت يخرج من الفم أو الأنف، أو منهما معاً؛ وهو ما يصدر من النائم حين يغطّ في النوم؛ لتعب ما أو لمشكلة في تنفسه.
ولكن المقصود في السؤال، وفي كلام الرجل المتدين؛ الصوت المستنكر الذي يستخدمه البعض للتعبير عن رفضهم، أو استنكارهم، أو حتى إثبات وجودهم في المجلس؛ وفي هذا ما جاء عن أتباع النجاشي؛ عند سؤاله عن حقيقة عيسى -عليه السلام-؛ وجواب جعفر الطيار -رضي الله عنه- له.
ورد في سيرة ابن هشام: "فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال، فقال: وإن نخرتم وإن نخرتم والله، اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي"؛ فيظهر لنا أن هذا الفعل معروف منذ القدم، وقد تكلم أهل العلم بحكمه على قولين:
التحريم
كونه تشبه بقوم أصحاب سوء، اشتهروا بنزاعهم، وقبح أخلاقهم؛ مستدلين بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من تشبَّهَ بقومٍ فهوَ منهم). "أخرجه أبو داود، وحسنه الألباني"
الكراهة
كونه من خوارم المروءة التي لا تخالف أصل التشريع الإسلامي؛ فهو بالعرف والعادات أمر مكروه. والراجح أن المسلم إن قصد به الشبه بأصحاب السوء كان الشخر محرماً، وإن لم يقصد ذلك كان مكروهاً، والأفضل الابتعاد عن ذلك، واستخدام أساليب أكثر أدباً، وأحسن أثراً.