كيف أجعل استغفاري نابعاً من القلب؟
الاجابه
أهلاً وسهلاً أخي الكريم، رغَّب الله -تعالى- عباده المسيئين بالأوبة والرجوع له، وأن يستغفروه ويتوبوا عن ذنوبهم ومعاصيهم، ووعدهم -سبحانه- بأن أبواب رحمته التي سبقت كل شيءٍ، مفتوحةٌ متى استغفروه استغفاراً وتوبةً صادقةً نابعةً من القلب، ويكون ذلك بمراعاة آداب وشروط الاستغفار، وسأذكرها لك فيما يأتي:
- التهيئة والاستعداد
وذلك بالقيام ببعض الأمور التي تسبق الاستغفار، كالاستعداد النفسي والبدني، والابتعاد عن المشتتات والشواغل، وحضور القلب، والاتجاه نحو القبلة، والوضوء وصلاة ركعتين، واستثمار أوقات الإجابة؛ كالثلث الأخير من الليل، والثناء على الله -تعالى-.
لأنَّ الاستغفار دعاءٌ ورجاءٌ، ولا بد من مراعاة آدابه حتى في الاستغفار أيضاً، ولا يعني ذلك بأن هذه الأمور تجب أو تلزم عند الاستغفار، وإنما تزيد من اجتهاد العبد في استجابة استغفاره، وملاحظة أثره على نفسه وجلاء قلبه.
- الاستغفار بحضور القلب وتدبر
من ثمرات الاستعداد الجيد للاستغفار استحضار القلب ولينه وانكساره وندمه، فلا يكون الاستغفار مؤثراً من قلبٍ غافلٍ، ولعلَّ من أهمَّ ما يتطلبه الاستغفار هو حضور القلب عند الاستعداد له وأثناءه، وذلك بأن يتصل القلب بالله -تعالى- ويستشعر نظره إليه وإلى قلبه، وأن ينكسر قلبه بتذلُّلٍ وخضوعٍ، متقيناً برحمة الله -تعالى- وكماله، مستحضراً ضعفه وأخطاءه.
وفي ذلك يروي الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (القُلوبُ أوعيةٌ، وبَعضُها أوعَى من بَعضٍ، فإذا سألتُمُ اللَّهَ أيُّها النَّاسُ، فاسأَلوهُ وأنتُمْ موقِنونَ بالإجابَةِ، فإنَّه لا يَستجَيبُ لِعبدٍ دعاهُ عَن ظَهْرِ قَلبٍ غافلٍ). "أخرجه أحمد، صحيح"
- تحقيق شروط التوبة النصوحة