ينتابني الفضول لمعرفة ماذا فعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غار ثور بعد أن خرج من بين كفار قريش قاصدًا الهجرة مع صاحبه أبي بكر رضي الله عنه؟
حياك الله السائل الكريم، بعد تآمر المشركين على النبي -عليه الصلاة والسلام-، خرج مع صاحبه أبي بكر الصديق من مكة واختبئا من المشركين الباحثين عنهم في غار الثور؛ للأمن من غدرهم وقتلهم، وقد صرف الله -سبحانه وتعالى- المشركين عنهم ؛ بسبب يقينهم وإيمانهم وتوكلهم عليه حق توكله، وتفويض أمرهم إليه، وبقيا في غار ثور لثلاث ليال.
وكانوا في هذه الأيام الثلاثة على تواصل مع عبد الله بن أبي بكر، فكان -رضي الله عنه- يقوم بنقل الأخبار لهم، فيبقى عند قريش في النهار، وإذا ما حلَّ الليل يذهب إليهما في الغار ليخبرهما بما يحدث عندهم، بالإضافة إلى اعتناء عامر بن فهيرة -رضي الله عنه- بأغنام أبي بكر الصديق خلال هذه الفترة، فيرعاهم مع غنمه في النهار، حتى إذا ما جاء الليل أعادهم لأبي بكر عند غار ثور.
وورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فَكَمَنا فيه ثَلاثَ لَيالٍ، يَبِيتُ عِنْدَهُما عبدُ اللَّهِ بنُ أبِي بَكْرٍ). "أخرجه البخاري" حتى جاء الوقت المناسب وخرجوا من الغار وسلكوا طريق الهجرة للمدينة.