عمري الآن 50، ولي أكثر من 20 سنة لم أقف لصلاة، لكن الله تاب علي، وعدت إليه الآن، ولا أعرف كيف أكفر عن ذنبي طيلة هذه السنوات، فككرت أن أحج، ولا أعلم إن كان ذلك كفيلًا بتكفيره أم لا، وأريد أن أتأكد لأعرف كيف أتصرف، فهل الحج يكفر ترك الصلاة؟
حياك الله الأخ السائل الكريم، وشكر الله لك حرصك، في البداية يجب التفريق بين أمرين؛ وهما: حقوق العباد وحقوق الله -تعالى-؛ فحقوق العباد يجب إرجاعها حتى يتقبل الله -تعالى- منك حجك أو توبتك، أما عن حقوق الله -تعالى- فإنه -جل في علاه- يغفرها إن صحت التوبة في ذلك.
ولكنّ التوبة النصوح تتطلّب الندم على ما فات، والمحافظة على أداء صلاتك حاليا، وعدم تضييعها أو التهاون بها، واعلم أن جمهور العلماء ومنهم الأئمة الأربعة قالوا بوجوب قضاء ما فات من الصلوات، فتقضي ذلك بالتدريج حسب الاستطاعة إلى أن يغلب على ظنّك أنّك وفّيتها، ورحمة الله واسعة فإن صدقت توبتك فاطمئن بقبول الله لك.
واعلم أنّ ترك الصلاة يُكفّر بالتوبة الصادقة وليس بالحج؛ وإذا أدّيت الحجّ فبها ونعمت، وهنيئاً لك بالأجور العظيمة، فهو أيضاً ركن من أركان الإسلام للقادر عليه، وننصحك بالصِّدق والاستمرار على التَّوبة، والثبات في المحافظة على الصلاة.