خلال فترة حياة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، كم حديثًا روت عن النبي عليه الصلاة والسلام؟
حياك الله أخي السائل ووفقك الله لما فيه خير لك في الدنيا والآخرة، إن فاطمة بنت محمد -صلى الله عليه وسلم-، كانت أصغر بنات الرسول عليه السلام، كانت تكنى بـ "أم أبيها"، وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر حديثًا.
واحد من هذا الأحاديث متفق عليه وموجود في الصحيحين بخاري ومسلم، أما الباقي ورد في مصنفات حديثية أخرى، روى عنها الكثير أيضًا منهم أبنها الحسين -رضي الله عنه-، وعائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، وأنس بن مالك -رضي الله عنه-، والكثير غيرهم.
والحديث الذي ورد في الصحيحين هو: (أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَرْحَبًا بابْنَتي، ثُمَّ أجْلَسَهَا عن يَمِينِهِ، أوْ عن شِمَالِهِ، ثُمَّ أسَرَّ إلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ، فَقُلتُ لَهَا: لِمَ تَبْكِينَ؟ ثُمَّ أسَرَّ إلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلتُ: ما رَأَيْتُ كَاليَومِ فَرَحًا أقْرَبَ مِن حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قالَ، فَقالَتْ: ما كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى قُبِضَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلْتُهَا، فَقالَتْ: أسَرَّ إلَيَّ: إنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُنِي القُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وإنَّه عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، ولَا أُرَاهُ إلَّا حَضَرَ أجَلِي، وإنَّكِ أوَّلُ أهْلِ بَيْتي لَحَاقًا بي. فَبَكَيْتُ، فَقالَ: أَمَا تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أهْلِ الجَنَّةِ -أوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ؟ فَضَحِكْتُ لذلكَ) "أخرجه بخاري ومسلم، صحيح".