بينما كنت أتصفح في سيرة الخليفة عثمان بن عفان، وقفت على مواقف كثيرة تنم عن حيائه، فهل ورد أن عثمان أشد حياء من الناس أجمعين؟
حياك الله، وزادك من نعيم العلم، نعم لقد ثبت في صحيح السنة شدة حياء عثمان بن عفان -رضي الله عنه- حتى أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال بأن الملائكة تستحي منه، وذكر ذلك في الحديث النبوي الثابت في صحيح مسلم.
عن عائشة -الصديقة بنت الصديق-، قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- مُضْطَجِعًا في بَيْتِي، كَاشِفًا عن فَخِذَيْهِ، أَوْ سَاقَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فأذِنَ له، وَهو علَى تِلكَ الحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فأذِنَ له، وَهو كَذلكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه -، وَسَوَّى ثِيَابَهُ، -قالَ مُحَمَّدٌ: وَلَا أَقُولُ ذلكَ في يَومٍ وَاحِدٍ-، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ، فَقالَ: أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ)."أخرجه مسلم"