صور أخرى للطلاق ومدى تأثيرها على حياة الأبناء
هناك بعض صور للطلاق ولكنه ليس كالمعنى المعروف، وهو الانفصال التام وقطع جميع الروابط بين الطرفين، ولكن هو أشبه بأن يكون نهاية للعلاقة الزوجية ولكن بصورة غير رسمية، حيث ينقطع التواصل بين الزوجين، والعلاقات، والمودة، وربما الكلام، على الرغم من أنهم يعيشوا في نفس المنزل، ولكن لكن منهم حياته الخاصة التي تشغله.
وربما ترجع أسباب حدوث مثل هذه الحالة إلى حالة التعنت التي يكون فيها كلا الزوجين، فلا ينظر أحد من الأطراف للطرف الآخر، ولكن كل ما يشغل تفكيره نفسه وفقط.
ولا شك أن الذي يخسر في هذا العناد هم الأبناء، لأن كل من الوالدين يعيش لنفسه، ولا يهتم بالآخر، والأبناء عندما يروا روابط الود والمحبة غير متصلة بين الوالدين يشعروا بعدم الأمان أو الاستقرار، كما أنه في هذه الحالة لا يدري كيفية التعامل معهم لإرضاء كلا الطرفين، فكل طرف لا يقبل أن يتعداه الطرف الآخر حتى في تربية الأبناء.
فيُصبح الابن مُشتت بين أوامر الأب أو الأم وبالتالي تنشأ حالة من عدم الاتزان، وضعف الشخصية، وعدم المسئولية أو القدرة على اتخاذ القرارات نظرًا لقلة ثقته في نفسه وفي الآخرين.
وفي هذه الحالة نجد الأبناء يحاولون الهرب من واقعهم بانشغالهم مع الأجهزة التكنولوجية سواء بالحاسوب أو بالهواتف الذكية، الأمر الذي ربما يجعل منهم أشخاص أكثر عزلة عن المجتمع، وفي بعض الأحيان قد يتعرضوا للألعاب التي تجعلهم يفكروا بالانتحار.