تحرير فلسطين من علامات الساعة الكبرى أم الصغرى؟
يراود الناس الآن مسألة في غاية الأهمية، خاصةً باعتبار تحرير فلسطين المنشود علامة من علامات الساعة، وهل هي من العلامات الكبرى أم الصغرى، فإذا كانت من العلامات الصغرى فهذا يبرر حدوثها الآن، أما إن كانت من العلامات الكبرى فهل من المنطقي حدوثها قريبًا، وبم نستدل على ذلك؟
فكل تلك الأسئلة خطرت في الأذهان نظرًا لما يعانيه الشعب الفلسطيني في الوقت الراهن من أحداث مضطربة، جعلت الأزمة تتفاقم بينه وبين العدو الصهيوني.
إن الله أخبرنا أن بطش اليهود سينتهي لا محالة، وسيكون ذلك على يد المسلمين، لكننا لا يجب أن نربط بين تحرير فلسطين المتوقع وبين زوال اليهود المُطلق على أيدي المسلمين، ولا يُمكن أن نعتبره من الأساس علامة من علامات الساعة.
لذلك تكون العلامة على قيام الساعة هي الحرب بين المسلمين واليهود، هذا هو ما أشار الرسول إليه، وليس تحرير فلسطين.
نرد على ذلك بأن هناك اختلافًا بالضرورة بينهما، لأن المسلمين ليسوا فلسطينيين فقط، بل الرسول أخبرنا بكافة المسلمين، الذين سينتصرون على اليهود في النهاية، لذلك ليس علينا أن نُجزم أن مسألة تحرير عرب فلسطين من علامات الساعة، حتى وإن كان ذلك الحدث من عظيم الأحداث التي ينتظرها العرب منذ بداية الاحتلال الصهيوني، فمهما كان الأمر من الغرابة لا نستدل به على كونه إحدى العلامات الصغرى أو الكبرى.
ليس لنا أن نرد شيء مثل تلك المسألة لمجرد الاجتهاد في الأمر، حيث إن الأمر يتعلق بالأمور الغيبية وهي حدوث الساعة، أما عن علاماتها فنحن قادرين على أن نشهدها بوضوح لأن الرسول الكريم قد أخبرنا بها في غير موضع، وهذا سنقوم بتوضيحه فيم يلي.
براهين السنة النبوية
إن الأمر الذي لا خلاف عليه أن نهاية اليهود ستكون على أيدي المسلمين، وهذا ما تم نقله عن السنة النبوية الشريفة، عندما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف حيث قال: “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقاتِلُوا اليَهُودَ، حتَّى يَقُولَ الحَجَرُ وراءَهُ اليَهُودِيُّ: يا مُسْلِمُ، هذا يَهُودِيٌّ وَرائي فاقْتُلْهُ” (صحيح البخاري).
ففي حديثنا حول إجابة تحرير فلسطين من علامات الساعة الكبرى أم الصغرى، نشير إلى تفسير الحديث الشريف، فهو يشير إلى هو واضح أمامنا الآن، فعداء اليهود مستمر منذ دهر بعيد، حينما أرادوا جمع شتات أمرهم ومواطنيهم ليستقروا بالاستيطان البغيض في أرض غير أرضهم.
لذا أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن حقد اليهود على الإسلام والمسلمين قائمٌ حتى قيام الساعة، ليكون الحال بين قبول السلم تارةً والحرب تارةً كما نشهد، حتى يكون يوم الخلاص وهو يوم انتصار أهل الحق والعدل، أهل الإسلام والعروبة.
فيكون قتال اليهود على يد المسلمين بقيادة عيسى عليه السلام، أما اليهود فسيحتمون بالدجال لقيادتهم، والله سينصر المسلمين حينها حينما يشاء سبحانه وتعالى أن يتعاون كل شيء مع المسلمين حتى الجمادات.
فيتكلم الحجر وتتكلم الأشجار، فكلما اختبأ يهوديّ وراء شجرة ليحتمي بها من المسلم، تتكلم الشجرة لتخبر المسلم أن اليهودي وراءها ليقتله، وهنا قد استكمل الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: “إلا الغَرْقَدَ، فإنه من شجرِ اليهودِ”، وهو نوع من أشجار الشوك الموجودة في القدس والتي شرع اليهود في غرسها لاعتقادهم أنها ستحميهم.