من هم السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة؟
السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة هم الذين وردوا في الحديث الشريف القائل
” من بين سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ بعبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه” .
وفي هذا الحديث النبوي الشريف توضيح لهؤلاء السبعة وتفسير لمكانتهم التي حظوا بها عند الله عز وجل، وهي أن يظلهم بعرشه يوم القيامة، وقد اصطفاهم دون غيرهم للحصول على هذه النعمة والميزة الكبيرة، لتوافر الصفات التي وضحها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وسوف نتناول توضيح لكل صفة منها.
المقصود بالإمام العادل
الإمام العادل هو الشخص الذي يتولى الحكم بين الناس بالعدل في العديد من المسائل، وقد ينطبق هذا الوصف على الحاكم والقاضي أو غيره ممن يتولى الحسم واتخاذ القرار بين الناس، وقد وضعه الرسول الكريم في مقدمة الحديث ووصفه بأن من يستحق أن يظله الله تعالى بظله يوم القيامة لأنه حريص على تحقيق العدالة بين الناس.
معنى شاب نشأ بعبادة الله
وهو الوصف الثاني الذي ورد في الحديث الشريف ومعناه هو الشاب الذي يحرص منذ صغره على عبادة الله تعالى وينشأ في طاعة الله عز وجل، فعمر الشباب هو العمر الذي يمتلأ فيه الفتى بالنشاط، ولكن عليه الاجتهاد وعدم استغلال قدرته ونشاطه في ارتكاب المعاصي، بل يجب عيله توجيهها لإحسان عبادة الله تعالى، والابتعاد من ملذات ومغريات الحياة الدنيا.
رجل قلبه معلق بالمساجد
والمقصود به أنه الشخص المتعلق بأداء الصلاة في المسجد، وحبه لإقامتها في جماعة، والذي يتخذ المسجد للعبادة وحفظ وقراءة القرآن وليس مكان للاستراحة كما يفعل البعض، فهو مكان مقدس وليس منطقة للراحة.
رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه
وهو الوصف الرابع لمن يظلهم الله تعالى في ظل عرشه، وهما الرجلان اللذان يجتمعا على محبة بعضهما في الله، ويقومون بما دعا إليه الله تعالى، وهما اللذان يحافظان على عهدهما معاً في عبادة الله تعالى وإقامة حدوده حتى يفرقهما الموت.
رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله
ويُقصد به الرجل العفيف وهو الذي يستحق الجنة لأنه لا يستجيب للمغريات، ومنها دعوة امرأة ذات جمال له أو ذات منصب وجاه، وأنها ينال الأجر الكبير لعدم استجابته لذلك وخاصة أنها هي من تدعوه لذلك ويكون من السهل الوقوع في شباكها، ولكنه يتمسك بعقيدته ولا يهتم بذلك لذلك فهو يستحق أن يظله الله تعالى تحت عرشه يوم القيامة.
رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله
والمقصود بذلك أنه الرجل الذي يقوم بإخراج الصدقة في السر، فهذا الرجل يبشره الرسول الكريم بأنه من يستحق أن يظله الله عز وجل تحت عرشه، ويستحق جنته التي وعده بها، ونستدل من هذا الحديث على أهمية عدم إعلان الصدقة حتى أن اليد اليمنى لا تعلم شيء عما أنفقته اليد اليسرى، وهو تعبير مجازي يدل على أهمية إخفاء هذه الصدقة.
وفي قول آخر أن الحديث قائل بأن اليد اليسرى لا تعلم ما تنفقه اليد اليمنى، لأنه من المعروف أن اليد اليمنى هي التي تُعطي وليس اليسرى، فهذا الشخص المؤدي للصدقة لا ينتظر جزاء عليها، ونستدل من ذلك على أهمية الصدقة وفضلها العظيم وتأديتها في السر حتى تكون خالية من الرياء والتفاخر.
والصدقة هي نوع من التطوع الذي يتضمن إخلاص لله تتعالى، وهي مختلفة في مواصفاتها وحكمها عن الزكاة الواجبة، لأنها معلنة بصفتها فريضة مثل الصلاة، ولكن النوافل أفضل أن تكون في السر ولا يتم الإعلان عنها.
رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه
ومعناه الرجل الذي عندما يأتي ذكر الله يخشع قلبه، وتجود عينيه بالدموع، وهو آخر السبعة الذين سيظلهم الله تعالى في ظل عرشه، فهذا الرجل مرهف القلب ويخشى الله تعالى بدرجة كبيرة فيما يُسر وما يُعلن لإخلاصه الكبير لله تعالى، ورغبته في التقرب منه، لذلك فإن يمتلك هذه الصفة بعيد تماما عن المنافقين سواء باللسان أو بالقلب، ومن كثرة استشعاره لقربه من الله تعالى تفيض عينه بالدموع.