1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (450ألف نقاط)
 
أفضل إجابة

من هو الصحابي الذي اعز الله به الاسلام وقوي به المسلمين؟

عمر بن الخطاب هو الصحابيّ الذي أعزّ الله -عزّ وجلّ- به الإسلام، وقوي المسلمين، وكان له دورٌ كبيرٌ في انتشار الإسلام، وفي حماية النبي -صلى الله عليه وسلّم- وأصحابه من كيد قُريش ومن أذاهم، وكان لعُمر بن الخطّاب مواقف عديدة قبل الإسلام وبعد الإسلام، وحاله قبل إسلامه يختلف تمامًا عن بعد إسلامه، وفيما يلي سنتعرّف على ذلك:

حال عمر بن الخطاب قبل الإسلام

  • جاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- بدعوة التّوحيد، وكان قُريش آنذاك يعبُدُون الأصنام والأوثان، وعبادتهم تلك لم تكُن عن اقتناع بنفع تلك الآلهة، وإنما لأنها موروثات عن آبائهم وأجدادهم عبدوها، وكانت دعوة النبي في بداية الأمر سرّيّة؛ حتى لا يفتضح أمرها، وتنقضي سريعًا، كانوا يجتمعون في دار الأرقم بن أبي الأرقم يتدارسون القرآن فيما بينهم، ويُبلّغهم النبي بما أنزله الله عليه، وكان عُمر من أشدّ الحاقدين على تلك الدّعوة، يتقصّى أحوال النبي، وأحوال أصحابهم؛ لأنه يُريد أن ينقضي عليهم؛ حتى من شدّة حقده، أراد أن يقتل النبي، ويضع نفسه فداءً له عند قومه ليقتلوه[4]، ويُحكى أنه عذّب جاريةً كانت له من أول النّهار حتى آخره؛ لعلمه أنها أسلمت، وقال لها:” والله ما تركتك إلا ملالة”[5]

إسلام عمر بن الخطاب

  • متى اسلم عمر بن الخطاب ؟ كان عُمر بن الخطّاب قبل إسلامه قاسي القلب شديد في تعامله، ولكنّ وراء تلك القسوة كان يُخفي رقّة في قلبه، ومما يدُل على ذلك ما حدث بينه وبين عامر بن ربيعة العنزي حينما رآها تستعدّ لأن تُهاجر إلى الحبشة، قال لها ” صحبكم الله”[6]، وكأن تلك الجملة قد أشعرت قلب تلك المرأة بأن إسلام عُمر بات قريبًا جدًّا؛ فأسرعت، وأخبرت زوجها بما حدث معها، فقال لها:” أطمعت في إسلامه”، فقالت: بلى، فقال:” فلا يسلم الذي رأيت؛ حتى يُسلم حمار الخطاب”، وفي كلام زوجها عامر بن ربيعة دليلٌ على أنه من المستحيل أن يُسلم عُمر لما شهده منه من قسوة القلب.[7]

  • كان عُمر بن الخطّاب يُسارع في نفسه اتجاهين متناقضين، اتجاه إعجابٍ من الثبات الذي عليه أتباع محمّد، وأنهم يبذلون أرواحهم من أجل الدّفاع عن هذا الدّين، وأن محمدًا كان يُلقّب بالصّادق الأمين، وأنه لم يروْا منه إلا صدق الوعد، والوفاء، وكلّ الصفات الأخلاقيّة الجميلة، والاتّجاه الثاني هو: أنه أحد أكابر قُريش، ولا يُريد أن يُخالف الاتّجاه العام في قُريش[8]، وخاصّة بعد الذي حدث من حمزة بن عبد المطلب عمّ النبي -صلى الله عليه وسلّم- مع خاله أبي جهل، ولأن عمر بن الخطاب من طبعه الصّرامة؛ قرّر في نهاية أمره إلى أنه سيقتل محمّدًا.

  • وفي أثناء سيره إذْ بالصّحابي الجليل نُعيم بن عبد الله القُرشي يقول له: “أين تريد يا عمر؟»، فرد عليه قائلا: «أريد محمدا هذا الصابي الذي فرق أمر قريش، وسفه أحلامها، وعاب دينها، وسب آلهتها فأقتله.»، فلمّا عرف أنه يتجه لقتل النبي قال له: «والله لقد غرتك نفسك يا عمر، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الارض وقد قتلت محمدا ؟ أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟ فإن ابن عمك سعيد بن زيد بن عمرو، وأختك فاطمة بنت الخطاب قد والله أسلما وتابعا محمدًا على دينه؛ فعليك بهما.»؛ فانطلق عُمر بن الخطاب مُسرعًا إليهما؛ فوجد الصحابي الخباب بن الأرت جالسًا معهما، يُعلمهما القرآن الكريم، فضرب سعيدًا، وبعدها ضرب أخته فاطمة؛ فشقّ وجهها[9].

  • وكانا يتلوان ايات من قوله -تعالى-: ” طه ^ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى ^ إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى ^تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا ^ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ^ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى”[10]؛ فرقّ قلب عُمر بعدها إلى الإسلام، وأسلم، وحسُن إسلامه، وكان ذلك في شهر ذي الحجة من السنة الخامسة من البعثة.

  • وقيل: إنه أسلم وهو في سنّ الأربعين، أو قبلها بقليل،، وبعد ذلك خرج عمر بن الخطّاب إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم؛ حيث كان يجتمع النبي -صلى الله عليه وسلّم- وأصحابه هنالك، واستجاب الله لدعوة النبي:” «اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين، عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام”. قال: “وكان أحبهما إليه عمر”.

المصدر: موقع اقرأ

اسئلة متعلقة

...