فوائد سورة القمر الروحانية
كما ذكرنا آنفًا أن هناك عدد كبير من الأحاديث الموضوعة المكذوبة عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل سورة القمر لكن بعد البحث في كتب الفقه والتفسير لم نجد إلا حديث وحيد ورد في بعض التفاسير مثل تفسير ابْن مرْدَوَيْه، كما أورده الواحدي في تفسيره الوسيط
الحديث هو:
… عن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قال: “
قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ سُورَة اقْتَرَبت السَّاعَة فِي كل غب بعث يَوْم الْقِيَامَة وَوَجهه عَلَى صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر وَمن قرأهَا فِي كل لَيْلَة فَهُوَ أفضل وَجَاء يَوْم الْقِيَامَة وَوَجهه مُسْفِر عَلَى وُجُوه الْخَلَائق…”
إلا أهل العلم من محققين الحديث قد اجمعوا أن هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنجد أحد أكبر الشافعين الإمام شمس الدين الخطيب الشربيني يقول في كتابه (لسراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير) قد نفى الصحة عن هذا الحديث بالكلية وقال إنه موضوع.
كما انه لم يكن وحده من جزم بهذا الرأي فنجد أن صاحب كتاب (الفتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي البيضاوي) عبد الرؤوف بن تاج العارفين قال عنه أنه موضوع لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
كما أنه ذكره آخرون وقالوا أنه أيضًا أنه موضوع نحو ابن مردويه (في فضائل السور) الثعالبي (في تفسيره) والواحدي.
مما سبق نتأكد أنه لا صحة لما ورد في فوائد سورة القمر الروحانية خاصة بها دون الفضل العام للقرآن الكريم كله.
سبب تسمية سورة القمر
كما نؤكد أنه لا صحة لما يشاع حول فوائد سورة القمر الروحانية وأنها سُميت بذاك الاسم لأن قرائها يكون مثل القمر يوم القيامة، فنجد أن الترمذي في سننه قد قال أنها تسمى سورة القمر أو تسمى سورة (اقتربت) ذلك بسبب أول آية فيها: ” اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1)”
تسمى سورة (القمر) لذكر القمر فيها
تسمى سورة (اقْتَرَبَت) لأنها أول كلمة فيها.
هذا فقط ما ورد في سبب تسميتها.