ما هي بطانة الرحم المهاجرة؟
بشكل بسيط، تتعرض الأنثى لمرض بطانة الرحم المهاجرة حين نمو أنسجة مطابقة للأنسجة التي تكتنف التجويف الداخلي للرحم (بطانة الرحم) خارجه.
وفي أغلب الإصابات، تتم هذه الهجرة إلى الأعضاء التي توجد في تجويف الحوض وما حولها، وتؤدي الأنسجة المهاجرة عملها كما لو كانت لا تزال في داخل الرحم، وتكبر تلك الأنسجة حينما تكبر بطانة الرحم ويعلو سمكها خلال دورة الحيض، وفي آخر الدورة، يحدث أن تتقلص بطانة الرحم في داخله وتنفصل عنه، وهنا تظهر مشكلة تكمن في أن الأنسجة المهاجرة تتبع النظام ذاته، فتسعى أيضًا إلى الانفصال في آخر دورة الحيض.
وعلى النقيض من أنسجة البطانة التي توجد في الرحم، لا تستطيع الأنسجة المهاجرة الانفصال والخروج من الجسد، فتحتبس بداخله، ومن ثم من الممكن أن تؤدي إلى آلام شديدة وقد تسفر عن حدوث مضاعفات أخرى، ومن ضمنها العقم عند الأنثى.
وفي الحقيقة، فإن قلة الحديث عن تلك الحالة المرضية والشعور بالعار الذي يكتنفها يمثلان عاملين أساسيين من العوامل التي تتسبب في عدم تشخيص الحالة في أغلب الأوقات، وهو الأمر الذي ربما يكون من شأنه الإضرار الشديد بالمصابة.
ومن الممكن في بعض الأحيان أن تظهر أعراض مرض بطانة الرحم المهاجرة في الوقت ذاته على وجه التقريب الذي تتعرض فيه الفتاة لدورتها الشهرية الأولى، وهو ما قد يجعلها تفكر بأن درجة الآلام المبرحة التي تحس بها تكون طبيعية بالنسبة لحالتها، في حين أنه في الحقيقة ربما يكون نابعًا من بطانة الرحم المهاجرة أو أي حالة أخرى.
وهناك عامل آخر ربما يسفر عن ظن الفتاة بكون الأعراض التي لديها ما هي إلا العلامات المعروفة للدورة الشهرية، وهذا العامل يكمن في كون أعراض البطانة المهاجرة عادةً ما تأتي بشكل مستمر، وهو ما يشير إلى كونها تتزامن مع وقت دورة الحيض الشهرية.