0 معجب 0 شخص غير معجب
98 مشاهدات

1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (450ألف نقاط)
 
أفضل إجابة

ماذا تعني بالْبَرُّ الرَّحِيمُ ؟

الدِّلالاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسْمِ (البَرِّ):

  • البَرُّ اسْمُ فَاعِلٍ للمَوْصُوفِ بِالبِرِّ، فِعْلُه بَرَّ يَبَرُّ فَهُو بَارٌّ وجَمْعُه بَرَرَةٌ، والبِرُّ هو الإحْسَانُ، والبِرُّ في حَقِّ الوَالِدَينِ والأَقْرَبِينَ مِنَ الأَهْلِ ضِدُّ العُقُوقِ وهو الإسَاءَةُ إليهم والتَّضْييعُ لحقِّهم، والبَرُّ والبَارُّ بمعْنَى وَاحِدٍ، لَكِنَّ الذي ثَبَتَ في أسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى البَرُّ دُونَ البَارِّ، والأسْمَاءُ كَمَا عَلِمْنا تَوْقِيفِيَّةٌ على النَّصِ.
  • والبَرُّ سبحانه وتعالى هو العَطُوفُ عَلَى عِبَادِهِ ببِرِّهِ ولُطْفِهِ، فَهُوَ أَهْلُ البِرِّ والعَطَاءِ يُحْسِنُ إلى عِبَادِهِ في الأرْضِ أو في السَّمَاءِ، رَوَى البخاريُّ مِنْ حَديثِ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “قَالَ اللهُ عز وجل: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ، وَقَالَ: يَدُ اللهِ مَلأَى لَا تَغِيضُهَا نَفَقةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، وَبِيَدِهِ المِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفْعُ”.
  • كَمَا أنَّ البَرَّ عز وجل هو الصَّادِقُ في وَعْدِهِ، الذي يَتَجَاوَزُ عَنْ عَبْدِهِ، ويَنْصُرُهُ ويحمِيهِ، ويَقْبَلُ القَلِيلَ مِنْهُ ويُنَمِّيهِ، وهو المحْسِنُ إلى عِبَادِهِ، الذي عَمَّ بِرُّهُ وإحْسَانُهُ جَمِيعَ خَلْقِهِ، فَمَا مِنْهم مِنْ أَحِدٍ إلا وتَكَفَّلَ اللهُ بِرِزْقِهِ.
  •  قَالَ أبو السُّعُودِ: “البَرُّ المحْسِنُ الرَّحِيمُ الكثيرُ الرَّحْمَةِ، الذي إذا عُبِدَ أَثَابَ، وإذا سُئِلَ أَجَابَ”.

 وُرُودُهُ في القُرْآنِ الكَرِيمِ:

وَرَدَ مَرَّةً وَاحِدَةً في قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴾ [الطور: 28].

مَعْنَى الاسْمِ في حَقِّ اللهِ تَعَالَى:

  • قَالَ ابنُ جَرِيرٍ: “﴿ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ ﴾؛ يَعْنِي: اللَّطِيفَ بِعِبَادِهِ”.
  • وقَالَ الزَّجَّاجُ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ مَعْنَى (البِرِّ) لُغَةً: “واللهُ تَعَالَى بَرٌّ بِخَلْقِهِ في مَعْنَى: أَنَّه يُحْسِنُ إليهم، ويُصْلِحُ أَحْوَالَهم”.
  • وقَالَ الخَطَّابِيُّ: “(البَرُّ) هو العَطُوفُ عَلَى عِبَادِهِ، المُحْسِنُ إليهم، عَمَّ بِبِرِّهِ جَمِيعَ خَلْقِهِ، فَلَمْ يَبْخَلْ عليهم بِرِزْقِهِ.
  • وهو البَرُّ بالمُحْسِنِ في مُضاعَفَتِهِ الثَّوابَ له، والبَرُّ بالمُسِيءِ في الصَّفْحِ والتَّجَاوُزِ عنه.
  • وفي صِفَاتِ المَخْلُوقِينَ: رَجُلٌ بَرٌّ وبَارٌّ: إذا كانَ ذا خَيْرٍ ونَفْعٍ، ورَجُلٌ بَرٌّ بأَبَوَيْهِ، وهو ضِدُّ العَاقِّ”.
  • وقَالَ الحُلَيْمِيُّ: “(البَرُّ) ومَعْنَاهُ: الرَّفِيقُ بِعِبَادِهِ، يُرِيدُ بهم اليُسْرَ، ولا يُرِيدُ بهم العُسْرَ، ويَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ مِنْ سَيِّئَاتِهم، ولا يُؤَاخِذُهم بجَمِيعِ جِنَايَاتِهم، ويَجْزِيهم بالحَسَنَةِ عَشْرَ أَمْثَالِها، ولا يَجْزِيهم بالسَّيِّئَةِ إلَّا مِثْلَها، ويَكْتُبُ لَهُم الهَمَّ بالحَسَنَةِ، ولا يَكْتُبُ عليهمُ الهَمَّ بالسَّيِّئَةِ”.
  • وقَالَ القُرْطُبِيُّ بَعْدَ أَنْ حَكَى مَعْنَى الاسْمِ لُغَةً: “وهَذَا الوَصْفُ في اللهِ تَعَالَى مِنْ أَوْصَافِ فِعْلِهِ، وهو مُضَافٌ إلى عِبَادِهِ كُلِّهم في الدُّنْيَا، وإلى الخُصُوصِ في الأُخْرى؛ وذلك أنَّه مَا مِنْ شَخْصٍ في الدُّنْيَا إلا وَسِعَهُ مِنَ اللهِ تَعَالَى وفَاضَ عليه إحْسَانُهُ، ولذلك عَمَّ في قَوْلِهِ: ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20].
  • وأَمَّا في الأُخْرى فَلَا يَخْتَصُّ بِبِرِّ اللهِ تَعَالَى إلَّا مَنْ أَنْعَمَ عَلَيهِ بِجِوَارِهِ، وأَسْكَنَهُ بَحْبُوحَةَ أَنْوَارِهِ، لا مَنْ أَحَلَّهُ في نَارِهِ”.

وقَالَ ابنُ القَيِّمِ:

ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بهذا الاسْمِ:

  •  اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى بَرٌّ رَحِيمٌ بِعِبَادِهِ، عَطُوفٌ عَلَيْهم، مُحْسِنٌ إليهم، مُصْلِحٌ لأَحْوَالِهم في الدُّنْيَا والدِّينِ.

أَمَّا في الدُّنْيَا فَمَا أَعْطَاهُم وقَسَمَ لهم مِنَ الصِّحَّةِ والقُوَّةِ والمَالِ والجَاهِ والأولادِ والأنْصَارِ، مِمَّا يَخْرُجُ عنِ الحَصْرِ، قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [إبراهيم: 34]، فَيَدْخُلُ في ذلك كُلُّ مَعْرُوفٍ وإحْسَانٍ؛ لأنَّها تَرْجِعُ إلى البِرِّ.

 ويَشْتَرِكُ في ذلك المُؤْمِنُ والكَافِرُ.

 وأَمَّا في الدِّينِ فَمَا مَنَّ بِهِ عَلَى المُؤْمِنِينَ مِنَ التَّوْفِيقِ للإِيمَانِ والطَّاعَاتِ، ثُمَّ إعْطَائِهم الثَّوَابَ الجَزِيلَ عَلَى ذلك في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، وهو الذي وَفَّقَ وأَعَانَ أَوَّلًا، وأَثَابَ وأَعْطَى آخِرًا.

فَمِنْهُ الإيجَادُ، ومِنْهُ الإعْدَادُ، ومِنْهُ الإمْدَادُ، فَلَهُ الحَمْدُ في الأولَى والمَعَادِ.

  •   مِنْ بِرِّه سُبْحَانَهُ بِعِبَادِهِ إمْهَالُهُ للمُسِيءِ مِنْهم، وإعْطَاؤُهُ الفُرْصَةَ بَعْدَ الفُرْصَةِ للتَّوْبَةِ، مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى المُعَاجَلَةِ بالعُقُوبَةِ.

قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا ﴾ [الكهف: 58].

المصدر: موقع اقرأ

اسئلة متعلقة

...