1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (1.4مليون نقاط)
 
أفضل إجابة

شرح قصيدة كعب بن زهير بانت سعاد اول ثانوي كاملة

الاجابة

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول     متيّم إثرها لم يجز مكبولُ
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا      إلّا أغنّ غضيض الطّرف مكحولُ
أرجو وآمل أن تدنو مودتُها            وما إخال لدينا منكِ تنويلُ

يذكر الشاعر في بداية قصيدته سعاد التي رحلت بعيدًا دون أن تحفظ العهد، ولكن قلبه ظل معلقًا بها، وشبهها بالغزال الأغن، مكحول العين، واصفًا أسنانها وابتسامتها، ويتنكر لها لخداعها إياه بمواعيدها التي كمواعيد عرقوب المعروف بإخلافه للوعد، وربما يتساءل البعض كيف يذكر الشاعر امرأة ويتغزل بها في حضرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكن الجواب على ذلك، أنه تقليد فني من تقاليد القصيدة في الشعر الجاهلي فلم يقصد امرأة بعينها، وقيل أيضًا أنه قصد حياته في الجاهلية التي ستمضي وتنقضي بعد دخوله للإسلام، ثم انتقل إلى وصف الناقة:

أمست سعادُ بأرضٍ لا يُبلّغها     إلا العِتاقُ النجيباتُ المراسيلُ

ولن يُبلّغها إلا عُذافرةٌ      فيها على الأين إرقالٌ وتبغيلُ

غلباءُ، وجناءُ، علكوم، مُذكرة     في دفها سَعةٌ، قُدّامُها مِيلُ

وصف الشاعر ناقته وصفًا دقيقًا تقليدًا وكانت ألفاظه غريبة معقدة، فهي عُذافرة أي شديدة غليظة، تجوب الصحراء بقوة ونشاط ، ولا يثنيها عن ذلك لا الحر ولا التعب، وهنا سار على مظهر آخر من مظاهر القصيدة العربية وهو وصف الرحلة والراحلة، ثم وصف حاله وما وصل إليه وما أجابه الناس عندما استجار بهم:

وقال كل صديق كنت آمله         لا أُلهينك إني عنك مشغولُ

فقلتُ: خلوا سبيلي لا أبا لكمُ    فكل ما قدر الرحمن مفعولُ

فقال تبرأ مني كل صديق، فرد على من تخلوا عنه بأن خلوا سبيلي فكل ما قدره الله كائن، ثم أخذ يصف للنبي -صلى الله عليه وسلم- حاله عندما أهدر دمه ولكنه يرجوا منه العفو والصفح:

نُبئتُ أن رسولَ اللهِ أوعدني       والعفوُ عندَ رسولِ اللهِ مأمولُ

مهلاً هداك الذي أعطاك نافلة    القرآن فيها مواعيظٌ وتفصيلُ

لا تأخذني باقوال الوشاة ولم    أذنب ولو كثرت فيَّ الأقاويلُ

إني أقوم مقامًا لا يقوم له        أرى وأسمع ما لو يسمعِ الفيلُ

حتى وضعتُ يميني ما أنازعها         في كف ذي النقمات قوله القيلُ

من خادرٍ من ليوثُ الأسدِ مسكنهُ    من بطنِ عثَّر غيلٌ دون غيلُ

مزج الشاعر بين الاعتذار والمدح، فأقر بداية برسالة النبي صلى الله عليه وسلم ثم طلب منه العفو، وخاطبه قائلًا: تمهل هداك الله ولا تأخذني بأقوال الوشاة الباطلة، ثم وصف خوفه وهيبته في موقفه الذي لو وقفه الفيل لارتعد، وصور نفسه بالمقبل على أسد من أقوى الأسود وأجلدها، وأخذ يمدح النبي -صلى الله عليه وسلم-:

إنَّ الرسولَ لنورٌ يستضاءُ به    مهندٌ من سيوفِ اللهِ مسلولُ

فيصف هدى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالنور، وقوته بالسيف، وقيل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سمع هذا البيت خلع بردته ووضعها على الشاعر، إشارة بعفوه عنه، وظلت هذه البردة يتوارثها أبناء وأحفاد كعب حتى اشتراها منهم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما بعشرين ألف درهم، وتوارثها الخلفاء الأمويون فالعباسيون حتى آلت إلى بني عثمان.

وختم الشاعر قصيدته بمدح المهاجرين: 3)
شُمُّ العرانينِ أَبطالٌ لبوسُهُمُ      مِن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيلُ

لا يفرحون إذا نالت رماحهمُ       قومًا وليسوا مجازيعًا إذا نيلوا

لا يقعُ الطعنُ إلا في نحورهمُ    وما لهم عن حياضِ الموتِ تهليلُ

امتدح المهاجرين بالبطولة وبأن أنوفهم عالية كناية عن العزة، وأن دروعهم قوية وكأنها من صنع داود، ويُظهر نبلهم في الحرب فلا يغترون بالنصر ولا يجزعون في الهزيمة، وهم شجعانٌ يواجهون الموت ويؤثرونه على الفرار فيُطعنون في صدورهم لا في ظهورهم.

اسئلة متعلقة

...