وفي الحديث عن سبب نزول الآية الكريمة , فقد قال أبو داود رحمه الله : حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ” لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا : من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عند الحرب ؟ فقال الله سبحانه : أنا أبلغهم عنكم قال فأنزل الله { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} ”
دلالة الاية
تُعتبر الآية الكريمة ذات دلالة كبيرة يُبينها الله عز وجل للذين يُقاتلون في سبيل الله فيبذلون أرواحهم في سبيل إعلاء كلمة الحق وهي لا إله إلا الله، ولكن يتطرق إلينا سؤال، أين نحن من الجهاد ؟، وهل حرمنا من الشهادة ؟، يقول الإمام بن القيم في هذا المقال : " أن الجهاد أربعة أنواع : جهاد النفس، جهاد الشيطان، جهاد الكفار، جهاد المنافقين ".وقد أوضح الله سبحانه وتعالى أ‘ظم هذه الدرجات, والتي هي تكون عند صراع الروح ، فلا تحرم نفسي من أخي المسلم وأختي المسلمة من هذا الشرف العظيم والسعي. تنأى عن نفسك من الذنوب وتطيع وترتفع إلى أعلى مستوى من الجنة وهو السماء بحيث تكون مع الأنبياء والأصدقاء والشهداء.
من الصحابي الذي نزلت فيه الاية
ويعتبر الصحابي الذي كان سبباً في نزول هذه الآية الكريمة, هو عبد الله بن حرم رضي الله عنه ورضاه ، والد الصحابي الشهير جابر بن عبدالله وسيدنا عبد الله كان من المجاهدين السابقين للإسلام. وقد شهد وعد الولاء للعقبة والرسول ، صلى الله عليه وسلم ، جعله نقيبًا لعائلة أبناء سلمة. معركة أحد لقيادته بعد شهادته هذه القصة الرائعة التي يذكرنا فيها الرسول صلى الله عليه وسلم بأخبار غير مرئية.