0 معجب 0 شخص غير معجب
155 مشاهدات
في تصنيف فتاوي بواسطة (177ألف نقاط)

ما رأي الدين فيما إذا كانت الخمر هي العلاج الوحيد بدون بديل لشفاء مريض مسلم، والحكم الشرعي في ذلك.

1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (177ألف نقاط)
 
أفضل إجابة

حكم استخدام الخمر في التداوي؟

  • إن الخمر رجس محرم قطعا بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[٩٠]﴾ [المائدة: 90]، وقد أبان النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة تحريم الخمر أيا كانت المادة التي أخذت منها، ومن هذه الأحاديث: «كل مسكر خمر، وكل خمر حرام» رواه الإمام مسلم في صحيحه، وقوله: «ما أسكر كثيره فقليله حرام» رواه الإمام أحمد وابن ماجه والدارقطني، وقد اختلف فقهاء المذاهب في إباحة التداوي بالمحرم ومنه الخمر فمنع التداوي بالمحرم فقهاء مذهبي الإمام مالك وأحمد بن حنبل، وأجاز التداوي به فقهاء مذهب الإمام أبي حنيفة في القول المختار وفقهاء المذهب الشافعي في أحد الأقوال وذلك بشرطين: أحدهما: أن يتعين التداوي بالمحرم بمعرفة طبيب مسلم خبير بمهنة الطب معروف بالصدق والأمانة والتدين.

    والشرط الآخر: ألا يوجد دواء من غير المحرم ليكون التداوي بالمحرم متعينا، ولا يكون القصد من تناوله التحايل لتعاطي المحرم، وألا يتجاوز به قدر الضرورة، هذا وأساس هذه الإباحة الضرورة؛ لأن صون نفس الإنسان عن الهلاك من الضرورات الخمس التي هي مقاصد الأحكام في الإسلام، وقد استدل الفقهاء الذين أجازوا التداوي بالمحرم عند الضرورة بالشروط السابقة بآيات القرآن الكريم التي أباحت المحرمات عند الضرورة، ومنها قوله تعالى: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ [البقرة: 173]، ولما كانت إباحة التداوي بالمحرم -حسبما تقدم في قول فقهاء المذهب الحنفي وقول في مذهب الإمام الشافعي- للضرورة وكانت الضرورة تقدر بقدرها، فإنه ينبغي ألا يتمادى المريض المسلم في تعاطي المحرم استغلالا لحال الضرورة، فإن الله سبحانه يعلم السر وأخفى، وعلى المسلم الحريص على دينه أن يتحرى الصدق، وأن يبتعد عن الشبهات استبراء للدين وألا يسوغ لنفسه رخصة أباحها الله دون حاجة وضرورة، وأن يجد ويجتهد في طلب مشورة أكثر من طبيب مسلم قبل الإقدام على التداوي بالمحرم، هذا وإنه مع التقدم العلمي في كيمياء الدواء لم تعد حاجة ملحة لاستعمال الخمر في التداوي لوجود البديل المباح.

    ومما تقدم يعلم الجواب عما جاء بالسؤال.

    والله سبحانه وتعالى أعلم.

    المبادئ:-
    1- التداوي بالمحرم ممنوع عند المالكية الحنابلة، ويجوز عند الحنفية والشافعية بشرط أن يتعين التداوي به بمعرفة طبيب مسلم عدل، وألا يوجد دواء غيره وألا يتجاوز به قدر الضرورة.

اسئلة متعلقة

0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة 138 مشاهدات
...