السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد فإني قرأت في بعض المجلات الملاوية مقالة مطولة لبعض الطلبة الملاويين في بيان ولادة عيسى ابن مريم قال فيها: إنه لا بد لولادته من أب، لأن الله قال في كتابه: ﴿وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب: 62].
وقال تعالى: ﴿وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا﴾ [فاطر: 43].
ورفض الأقوال المؤيدة بدلائل القرآن أن عيسى ولد بغير أب.
وقال غيره من بعض أصحاب المجلة: ليأتنا من يعتقد أن ولادة عيسى بلا أب بآيات القرآن والأحاديث النبوية مع بيان درجتها ومآخذها.
هذا- وإني قد قرأت تفسير المنار لسورة آل عمران في بيان ولادته بلا أب ورأيت فيه ما يشفي الغليل من الذين يريدون الحق وإزهاق الباطل، وفهم مراد الله من كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ولكن لما صارت هذه المسألة موضع النزاع الآن عندنا بين طلاب الأدلة من الكتاب والسنة جئت باب فتاوى المنار سائلًا عن هذه المسألة ليكون جوابه عنها هو القول الفصل كما سبق له مما به أجاب: إنه الحكمة وفصل الخطاب، وها أنا ذا أصور الأسئلة كما يأتي:
1- هل ولادة عيسى ابن مريم بلا أب مجمع عليها أم لا؟ وهل يكفر من جحدها أم لا؟
2- هل آية: ﴿قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ[٤٧]﴾ [آل عمران: 47].
نص في أن ولادة مريم لولدها عيسى بلا أب أم لا؟ وهل كذلك آية سورة مريم ﴿قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا[٢٠]﴾ [مريم: 20] أم لا؟
3- هل وردت أحاديث نبوية يصح الاحتجاج بها على هذه المسألة أم لا؟ فإذا وردت فما درجتها من الصحة وفي أي كتاب أو كتب هي؟