روي في الصحيحين من حديث الإسراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما يحدث عن الجنة: إن بها نهرين ظاهرين هما النيل والفرات، وإن منبعهما في أعلى سدرة المنتهى، ونهرين باطنين ينبعان من أصل السدرة، وقد أصبح مما لا ريب فيه أن كلًا من النيل والفرات له منابع خاصة، فلا نستطيع التوفيق بين الحديث وبين ما أثبته العلم الحديث، حتى لقد قال بعض الناقدين في الحديث من العلماء: إنه مَوْضُوع؛ إذ ليس بعد العيان من دليل، وقوّى ذلك اضطراب روايات الحديث خصوصًا ما روي عن أم هانئ أنها صلت مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء، ثم بات عندها، ومعلوم أنه لم يكن قبل الإسراء عشاء، مع اتفاق أهل السير على أنها لم تسلم إلا يوم الفتح أو بعده.