نذكر لكم سخافة وحديث خرافة ذكرها الشيخ عليش في فتاويه في باب الأصول من كتابه ذلك فقال: إن الشعراني نقل عن علي الخوَّاص، أن الأئمة المجتهدين لا يثبتون حكمًا إلا إذا شاوروا النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ومشافهة، وأنهم معصومون من الخطأ، إلى غير ذلك مما لا يقبله الشرع ولا العقل، وأن السيوطي ذكر عن نفسه كما في ورقة بخطه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم خمسًا وسبعين مرة يقظة، حسبما تقفون على ذلك في كتابه المومأ إليه في باب الأصول.
ثم إنا لما أنكرنا ذلك وكتبنا فيه نقدًا في بعض الجرائد، هنا قام بعض من يزعم أنه على علم ما، فأنكر علينا إنكارنا على من يدّعي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة بعد وفاته بثمانمائة سنة، إلى غير ذلك مما تقفون عليه من المدهشات بل المخزيات.
والآن نطلب منكم عملًا بالأصول وقواعدها وانتصارًا لطريقتنا الإصلاحية السلفية أن تشيروا إلى ذلك في عدد من أعداد المنار المقبلة، وذلك يكون خدمة للعلم والفقه الصحيح، إذ لا تتقرر الأحكام الشرعية بما ذكر.