0 معجب 0 شخص غير معجب
110 مشاهدات
في تصنيف فتاوي بواسطة (177ألف نقاط)

علمت بما اطلعت عليه من مجلدات المنار الأغر رأيكم في معنى الإسلام وهو ما هدتني الفطرة إلى فهمه من قوله تعالى: ﴿مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ﴾ [الحج: 78].

ولم أكن أقرأ المنار، ولكن أشكل عليّ -حفظكم الله تعالى- ما يلوح من كلامكم في هذا الغرض من أن الإسلام الذي تكون به النجاة في الآخرة هو الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح من أي أمة كان صاحبه وفي أي زمان وجد ومكان فهل رأيكم -رفع الله بكم قواعد الدين- أن الذين هادوا والنصارى اليوم يفوزون يوم الجزاء برضوان الله تعالى إذا هم آمنوا بالله واليوم الآخر وعملوا الصالحات وإن كفروا بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، والذي كنت أفهم من معنى الإسلام ولن أزال أفهم أنه الإيمان بالله واليوم الآخر وتصديق الرسل، فمن آمن بموسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام قبل بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم مُسلم عندي بلا شك، كتبت إليك لأكون على بينة من رأيكم، فإني لا أدين بالظنون واللوائح، ولا أسكن إلى ما تمليه عليَّ الظواهر، وقد استفدت هذا الخلق من قراءة ما تكتبون والله يحفظكم.
[1]

1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (177ألف نقاط)
 
أفضل إجابة

ما حكم الاعتداد بإيمان أهل الكتاب بعد الإسلام ؟

  • لكل مقام مقال ونحن قد صرحنا من قبل في بعض المقامات بأن الإيمان هو كما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله تعالى، وفسرنا الإسلام في التفسير بما علمه السائل الفاضل ورضيه، وقال: إن الفطرة هدته من قبله إلى فهمه، وهو ما يتبادر من القرآن الحكيم، ونفسره في مقام آخر بما جاء في الحديث من الأعمال أو الأركان الخمسة، وفي مقام آخر بأنه الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم في مجموعه، ونحن نرى السائل هنا فسر الإسلام بالإيمان بالله واليوم الآخر وتصديق الرسل، وهذا التفسير ليس هو الذي فهمه من القرآن، ولا هو الذي ورد في الحديث في جواب جبريل، ولا هو الذي يفسره به العلماء.

  • وهو يعرف ما ورد في الحديث وما قاله علماء العقائد في تفسيره كما يفهم المراد من استعمال القرآن، وإنما غرضه هنا أن يبين أن الإيمان بالرسل من أصول الدين الإسلامي وهو كذلك.

  • ثم إننا بيَّنَّا في مقام آخر أن المقصد من الدين الذي جاء به جميع الرسل من عند الله هو الإيمان بالله واليوم الآخر وعمل الصالحات، لأن هذا هو ما تتزكى به الأنفس وترتقي به الأرواح وتستعد لمنازل الكرامة في الآخرة والنجاة من العذاب. 

  • والرسل عليهم الصلاة والسلام هم الوسيلة لتعليم البشر هذه المقاصد وهل يمكننا أن نقول غير ذلك في مقام تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: 62]. 

  • وفي تفسير ﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا[١٢٣] وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا﴾ [النساء: 123 - 124].

  • وقد روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن السُّدِّيِّ قال: التقى ناس من المسلمين واليهود والنصارى فقال اليهود للمسلمين: نحن خير منكم، ديننا قبل دينكم، وكتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم، ونحن على دين إبراهيم ولن يدخل الجنة إلا من كان هودًا، وقالت النصارى مثل ذلك.

  •  فقال المسلمون: كتابنا بعد كتابكم، ونبينا صلى الله عليه وسلم بعد نبيكم، وقد أمرتم أن تتبعونا وتتركوا أمركم فنحن خير منكم؛ نحن على دين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، ولن يدخل الجنة إلا من كان على ديننا. 

  • فأنزل الله تعالى ﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ [النساء: 123] -إلى قوله-: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا﴾ [النساء: 125].

  •  فأنت ترى أن القرآن الحكيم قد ناط دخول الجنة وسعادة الآخرة بالإيمان والعمل الصالح في مقام إنكار المفاخرة بين أهل الكتاب والمسلمين.

اسئلة متعلقة

...