0 معجب 0 شخص غير معجب
124 مشاهدات
في تصنيف فتاوي بواسطة (177ألف نقاط)

ما حكم الاعتقاد بولاية شخص معين من الناس؟ أي أن له مكانة عند الله خاصة به في الدنيا والآخرة.

1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (177ألف نقاط)
 
أفضل إجابة

حكم الاعتقاد بولاية شخص معين

  • إن ما يعتقده عوام المسلمين في الولاية والأولياء في هذه الأزمنة لم يكن معروفًا في صدر الإسلام بالمرة، فلم يكن الصحابة يدعون بعض عبادهم بالأولياء[1]. والولي في اللغة: الناصر والصديق ومتولي الأمر. وجاء في القرآن أن لله أولياء وللشيطان أولياء، وأن المؤمنين بعضهم أولياء بعض، والكفار والمنافقين بعضهم أولياء بعض. فولي الله من ينصر دينه ويقيم سننه وشريعته وولاية المؤمنين بعضهم لبعض عبارة عن تناصرهم في إعلاء كلمته وإقامة دينه وشريعته. والله ولي الذين آمنوا بمعنى أنه هو الذي يتولى أمورهم، وليس لهم من دونه ولي ولا نصير. فمن اتخذ وليًا يعتقد أنه يتولى بعض أموره في غير ما يتعاون به الناس بعضهم مع بعض فقد اتخذه شريكًا كما علمت من آية الزمر التي مرت في جواب السؤال السادس[2]. ومثلها آيات كثيرة.

  • ليس لمؤمن أن يعتقد جزمًا أن أحدًا من الناس بعينه قد مات وهو ولي لله تعالى مرضي عنه له في دار رضوانه ما وعد به أولياءه، لأن ذلك تعدٍّ على علم الغيب، وقول على الله بغير علم. وقد أجمع العلماء على أن الخاتمة مجهولة وأنه لا يقطع لأحد بالموت على الإيمان وبكرامة الله له بالجنة إلا بخبر عن الشارع، وإنما نحسن الظن بجميع المؤمنين، ومن عرفنا استقامته على الشرع كان ظننا فيه أحسن ورجاؤنا له بفضل الله أكبر. أخرج البخاري في صحيحه عن أم العلاء -امرأة من الأنصار- أنهم اقتسموا المهاجرين أول ما قدموا عليهم بالقرعة، قالت: فطار لنا -أي وقع في سهمنا- عثمان بن مظعون من أفضل المهاجرين وأكابرهم ومتعبديهم وممن شهد بدرًا فاشتكى فمرضناه حتى إذا توفي وجعلناه في ثيابه، دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله تعالى. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ؟» فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا عثمان فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ. مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي». قالت: فوالله لا أزكي أحدًا بعده أبدًا.

  • فهذا الحديث الصحيح يكفي في قطع ألسنة المفتاتين على الله الذين يجزمون بأن فلانًا وفلانًا ممن يعرف وممن لا يعرف من أولياء الله المكرمين عنده قطعًا، وأن لهم فوق ذلك السلطان في عالم الغيب وعالم الشهادة، وما أجهلهم بالله وكتابه وبهدي رسوله وسيرة سلف الأمة الذين نقل عنهم في الخوف وعدم الجزم بأمر الآخرة ما فيه عبرة للجاهلين لو كانوا يوعظون به حتى أن المبشرين بالجنة من الصحابة ما كانوا يأمنون مكر الله وكانوا يقولون ما يدرينا أن النبي صلى الله عليه وسلم بشرنا بشرط الاستقامة على ما كنا عليه معه وأننا فُتنّا من حيث لا ندري.

اسئلة متعلقة

...