0 معجب 0 شخص غير معجب
174 مشاهدات
في تصنيف فتاوي بواسطة (177ألف نقاط)

هل ما ورد بخصوص نزول سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام وحكمه بالشريعة الإسلامية صحيح يجوز اعتقاده أم لا؟

1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (177ألف نقاط)
 
أفضل إجابة

حكم أحاديث نزول المسيح

  • حالة سيدنا عيسى الآن وآية وفاته ورفعه[1]

  • السؤال: ما حالة سيدنا عيسى الآن؟ وأين جسم سيدنا عيسى من روحه؟ وما قولكم في الآية التي بعد ﴿إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ [آل عمران: 55] الآية.

  • وإن كان حيًّا يرزق كما كان في الدنيا فمم يأتيه الغذاء الذي يحتاج إليه كل جسم حيواني كما هي سنة الله في خلقه؟ وإن قلنا أنه في السماء وأثبتنا من الآية أو غيرها ما تقدم، فعند نزوله في أي مكان ينزل؟ ومن أين يأتي؟ وما أقوال السادة العلماء فيه؟ وما حكم من ينكر وجود سيدنا عيسى الآن حيًّا ويعتقد[2] في يوم يأتي؟ وما نصيب هذا المفكر من الإيمان؟ أفيدونا عن ذلك ولكم الدعاء بالإعانة والامتنان.

  • الإجابة:

  • الذي نعلمه قطعًا أن سيدنا عيسى عليه السلام في عالم الغيب كغيره من إخوانه النبيين، وأن حالته فيه حسنة؛ لأنه من أولي العزم والرسل.

  • وقد وعد الله أمه بأن يجعله وجيهًا في الدنيا والآخرة ومن المقربين.

  • ولا نعلم شيئًا تفصيليًّا عن حالته كما هو شأننا في سائر ما في عالم الغيب لأنه لا مجال للعقل والرأي فيه، وإنما الواجب فيه اتباع النصوص القطعية من القرآن ومن أخبار المعصوم القطعية الرواية والدلالة، فليس عندنا نص من ذلك في علاقة جسده بروحه، ولا في صفة رزقه.

  • ولو وجد نص في ذلك لما كان إلا مثل ما ورد في صحيح مسلم عن حياة الشهداء وكون أرواحهم في الآخرة تكون «فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ»، فهل يمكننا أن نفهم من هذا الحديث شيئًا نعرفه معرفة تفصيلية؟ وأما قوله تعالى: ﴿يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ [آل عمران: 55] الآية، فهو على ظاهره كما رواه مخرجو المأثور عن علي بن طلحة عن ابن عباس قال: ﴿إِنِّي مُتَوَفِّيكَ﴾: مميتك.

  • ونقله الحافظ ابن كثير ومحيي السنة البغوي في تفسيريهما[3].

  • وذكرا بعده أن وهب بن منبه قال: توفاه الله ثلاث ساعات من أول النهار حين رفعه إليه. وقال مطر الوراق: إني متوفيك من الدنيا وليس بوفاة موت، وكذا قال ابن جرير: توفيه هو رفعه وقال الأكثرون: المراد بالوفاة ههنا النوم ذكره ابن كثير وأورد الشواهد على تسمية النوم وفاة، ولا نزاع فيه لغة، فإن التوفي قبض الشيء وافيًا تامًا، ويتعين المراد منه بذكر المتوفى، بالصراحة أو بالقرائن.

  • وعبارة البغوي بعد ذكر الأقوال الثلاثة: وقال بعضهم: المراد بالتوفي الموت وروي عن علي بن طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن معناه: إني مميتك. يدل عليه ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ﴾ [السجدة: 11]، فعلى هذا له تأويلان أحدهما ما قاله وهب، وذكره وقَفَّى عليه بقول الضحاك.

  • فعلى هذا يكون قول ابن عباس هو الظاهر المتبادر، وقول وهب والضحاك تأويل مخالف للظاهر، فيكون كل منهما ضعيفًا في نفسه على انحطاط رتبة قائله في علمه وفهمه، ولا سيما وهب بن منبه الذي هو صنو كعب الأحبار في بث الخرافات الإسرائيلية في تفسير أمثال هذه الآيات من القرآن بدهاء غريب ألبس بعضها ثوبي زور من المرفوعات والموقوفات.

  • وذكر المفسرون عند تفسير هذه الآية من سورة آل عمران ما في موضوعها من آية سورة النساء وهي قوله تعالى في اليهود: ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا[١٥٧] بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا[١٥٨]﴾ [النساء: 157 - 158] وهي لا تختلف مع الآية الأولى في شيء.

  • وقد كتبت في تفسيرها (من جزء التفسير [6] ص[20]) ما نصه: «وأما قوله تعالى: ﴿بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ﴾ فقد سبق نظيره في سورة آل عمران وذلك قوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [آل عمران: 55]، روي عن ابن عباس تفسير التوفي هنا بالإماتة، كما هو الظاهر المتبادر، وعن ابن جريج تفسيرها بأصل معناها وهو الأخذ والقبض، وأن المراد منه ومن الرفع إنقاذه من الذين كفروا بعناية من الله الذي اصطفاه وقربه إليه.

  • قال ابن جرير بسنده عن ابن جريج: فرفعه إياه توفيه إياه وتطهيره من الذين كفروا، اهـ.

  • أي ليس المراد به الرفع إلى السماء لا بالروح والجسد ولا بالروح فقط. وعلى القول بأن التوفي الإماتة لا يظهر للرفع معنى إلا رفع الروح. والمشهور بين المفسرين وغيرهم أن الله تعالى رفعه بروحه وجسده إلى السماء اهـ.

  • وذكرت هنالك استدلالهم على هذا بحديث المعراج وكونه يقتضي حياة كل الأنبياء الذين ذكر صلى الله عليه وسلم أنه رآهم في بيت المقدس وفي السموات كحياته بالروح والجسد، ولم يقل بهذا أحد.

  • وورد في إدريس عليه السلام من سورة مريم ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾ [مريم: 57]، وقال تعالى في الرسل: ﴿مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ﴾ [البقرة: 253]، وقال: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11].

  • نزول المسيح من السماء[1]

  • السؤال: ما قولكم في الآية التي بعد {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: 55] الآية.

  • إن كان عيسى عليه السلام في السماء فعند نزوله في أي مكان ينزل؟ ومن أين يأتي؟ وما أقوال السادة العلماء فيه؟

  • الإجابة:

  • نزوله عليه السلام في آخر الزمان، فقد استدلوا عليه بآية: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ [النساء: 159]، بناءً على وجه من ثلاثة أوجه قالوها في تفسيرها، الأول: وما من أحد من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بعيسى قبل موته الذي سيكون بعد نزوله - وهو أبعد الوجوه عن المتبادر من لفظها، إذ ليس فيها إشارة ما إلى نزوله وأن هذا الموت يكون بعده.

  • الوجه الثاني: الضمير في موته إلى الكتابي، والمعنى أنه يؤمن بعيسى عند موته وقبيل خروج روحه باطلاع الله إياه على حقيقة أمره عند الغرغرة، وعلى غير ذلك من أمر الآخرة، وهو الوقت الذي لا ينفع فيه أحدًا إيمانه لأنه يصير اضطراريًّا.

  • الوجه الثالث: أن الضمير في قوله: ﴿لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ﴾ لمحمد صلى الله عليه وسلم.

  • وجملة القول أنه ليس في القرآن نص صريح في أن عيسى رفع بروحه وجسده إلى السماء حيًّا حياة دنيوية بهما، بحيث يحتاج بحسب سنن الله تعالى إلى غذاء فيتوجه سؤال السائل عن غذائه، وليس فيه نص صريح بأنه ينزل من السماء، وإنما هذه عقيدة أكثر النصارى، وقد حاولوا في كل زمان منذ ظهر الإسلام إلى الآن بثها في المسلمين، وممن حاولوا ذك بإدخالها في التفسير وهب بن منبه الركن الثاني بعد كعب الأحبار، لتشويه تفسير القرآن بما بثه فيه من الخرافات كما تقدم آنفًا.

  • والأحاديث الواردة في نزوله عليه السلام كثيرة في الصحيحين والسنن وغيرها، وأكثرها ورادة في أشراط الساعة وممزوجة بأحاديث الدجال.

  • وفي تلك الأشراط ولا سيما أحاديث الدجال والمهدي اضطراب واختلاف وتعارض كثير بيناه في أواخر تفسير سورة الأعراف.

  • والظاهر من مجموعها أنه يظهر في اليهود دجال بل أكبر دجال عُرف في تاريخ الأمم، فيدّعي أنه هو المسيح الذي تنتظره اليهود، فيفتتن به خلق كثير لما يظهره من الغرائب والعجائب التي هي أغرب من جميع معجزات الأنبياء أو مثل أعظمها، وفي آخر مدته يظهر المسيح الذي هو عيسى ابن مريم ويكون نزوله في «المنارة البيضاء» شرقي دمشق، ويلتقي بالمسيح الدجال بباب لدّ -وفي فلسطين بلد يسمى باللدّ- فهنالك يقتل المسيحُ الصادقُ عيسى بنُ مريم عدَّو الله المسيحَ الدجال بعد حرب طويلة تكون بين المسلمين واليهود، والله أعلم.

اسئلة متعلقة

...