أرسل إلينا السيد صالح السرجاني بمصر، صورة هذه الوصية وسألنا بيان رأينا لقراء المنار وهي: بسم الله الرحمن الرحيم. وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. قال الشيخ أحمد، خادم الحجرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام في ليلة الجمعة، وهو يقرأ القرآن العظيم، فقال لي: يا شيخ أحمد، المؤمنين حالهم تعبان من شدة معصيتهم، فإني سمعت الملائكة وهم يقولون: تركوا ذكر الله سبحانه وتعالى، فأراد ربك أن يغضب عليهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا رب ارحم أمتي، فإنك أنت الغفور الرحيم، وأنا أعلمهم بذلك يتوبوا، وإن لم يتوبوا الأمر إليك، وهم قد ارتكبوا المعاصي والكبائر، وتركوا الدعاء، واتبعوا الزنا، ونقصوا الكيل، وشربوا الخمور، واشتغلوا بالغيبة والنميمة، واحتقروا الفقير والمسكين، ولا يعطوا الفقير حقه، وتركوا الصلاة، ومنعوا الزكاة، فأخبرهم يا شيخ أحمد بذلك، وقول لهم: لا تتركون الصلاة، وآتوا الزكاة، وإذا مر عليكم تارك الصلاة لا تسلموا عليه، وإذا مات لا تمشوا في جنازته، وانتبهوا واستيقظوا، واجتنبوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وقل لهم: الساعة قد قربت، ولا يبقى من الدنيا إلا القليل، وتظهر الشمس من مغربها، فأرسلت إليهم وصية بعد وصية فلم يزدادوا إلا طغيانًا وكفرًا ونفاقًا، وهذه آخر وصية.
فقال الشيخ أحمد: قد استيقظت من منامي فوجدت الوصية مكتوبة بجانب الحجرة النبوية بخط أخضر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأها ولم ينقلها، كنت خصمه يوم القيامة، ومن قرأها ونقلها من بلد إلى بلد، كنت شفيعه يوم القيامة. فقال الشيخ أحمد: والله العظيم قسمًا بالله ثلاثًا إن كنت كاذبًا فأخرج من الدنيا على غير الإسلام، فمن بدله بعد ما سمعه، فإنما إثمه على الذين يبدلونه؛ إن الله سميع عليم. ومن شك في ذلك فقد كفر، وعليكم بتقوى الله تنجوا من المهالك، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. تمت بالتمام والكمال، والحمد لله على كل حال، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم» اهـ بنصها المطبوع المنشور.