تأسست المملكة العربية السعودية في عام 1932م على يد ابن سعود، وهو الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ابن سعود، بعد حملات عديدة هدفت إلى توحيد أراضي شبه الجزيرة العربية دامت نحو 30 عاماً. وهي موطن الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة والمنورة، حيث يُلقّب حاكمها ومَلِكها باسم خادم الحرمين الشريفين.[١] وتمتد المملكة العربية السعودية على الجزء الشمالي والأوسط من شبه الجزيرة العربية، وهي دولة غنية بحقول النفط وخاصة في المنطقة الشرقية على طول الخليج العربي. وفي قلب السعودية توجد مرتفعات نجد وهي منطقة واسعة، وممتدة، وجافة، ومأهولة بالقبائل البدوية، وقد منحت العناصر الثلاثة الممثلة بالدين، والقبلية، والثروة النفطية المملكة العربية السعودية مكانة مميزة عبر التاريخ.[٢]
بدأت المملكة العربية السعودية تتطور في أوائل القرن العشرين، حيث أسفرت الثروة النفطية التي تتمتع بها عن استثمارات ضخمة وسريعة بالإضافة إلى تطور البنية التحتية، وعاد ذلك على المواطنين السعوديين بفائدة كبيرة، وبالرغم من احتفاظ المملكة العربية السعودية بنمط الحياة التقليدي في منتصف القرن العشرين، والذي لم يتغير إلّا قليلاً على مدى العديد من السنوات، إلّا أن الحياة تطورت بسرعة كبيرة في المملكة. وقد ساعد على ذلك التدفق السنوي للحجاج والمعتمرين من مختلف أنحاء العالم إلى مكة المكرمة والمدينة والمنورة، والذي ساعد على تواصل البلاد مع العالم الخارجي. وقد ساهمت الثروة النفطية في إحداث تغييرات كبيرة على المستويات الاجتماعية، والتعليمية، والاقتصادية، فقد باشر الطلاب السعوديون بالدراسة في الخارج، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية. كما تم إدخال العديد من القوى العاملة الأجنبية وأدى ذلك بدوره إلى تنوع وتطور أساليب الإنتاج، كما تم توظيف العديد من المواطنين السعوديين في وظائف جديدة، أما وسائل الإعلام فتطورت بشكلٍ ملحوظٍ حيث حلّت الإذاعة، والتلفزيون، ووسائل الاتصالات الأخرى محل طرق النقل، ووسائل الاتصالات التقليدية